كشف القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، عن ملابسات جريمة قتل الطفل المفقود في إمارة الشارقة عبيدة البالغ من العمر تسع سنوات، الذي فقد مساء الجمعة 20 مايو (أيار) الجاري من أمام كراج والده في منطقة الشارقة الصناعية.

وأوضح قائد الشرطة، بحسب ما نشرته صفحة الشرطة الرسمية على فيس بوك، أن سرعة تحرك الفرق الميدانية فور ورود البلاغ في حوالى الساعة 8:00 من صباح يوم الأحد عن العثور على جثة طفل مرمي أسفل احدى الأشجار المحاذية لشارع المدينة الجامعية بمنطقة الورقاء اختصاص مركز شرطة الراشدية.

وأوضح أنه بانتقال الطبيب الشرعي ومعاينته للجثة، أفاد بأنه مر على الوفاة فترة لا تقل عن 24 ساعة، كما حدد سبب الوفاة عن طريق الخنق، كما أكد وجود بعض السحجات الناتجة عن المقاومة أعلى جسم المجني عليه، كما توجد آثار لمحاولة اللواط به.

وأضاف أنه خلال ساعتين من تلقي البلاغ تمكنت شرطة دبي من الاشتباه بأحد الأشخاص الذي تربطه علاقة صداقه بوالد الطفل، حامت حوله الشكوك لأنه آخر من تواجد برفقته، كما قام بتغيير مقر سكنه منذ واقعة التغيّب، وعليه تم جمع الاستدلالات عن المتهم، وتبين أنه من أصحاب السوابق، وتمكنت فرق شرطة دبي من ضبطه، ويدعى نضال عيسى عبدالله أبوعلي – أردني الجنسية ويبلغ 48 عاماً.

تفاصيل الحادثة

من جانبه أوضح مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، اللواء خبير خليل ابراهيم المنصوري، بسؤال المتهم أقر بارتكاب الجريمة، حيث قام في حوالي الساعة 19:00 من مساء يوم الجمعة باستدراج الطفل من مقر عمل والده اختصاص إمارة الشارقة لشراء لعبه “سكوتر” وتوجه به إلى منطقة الممزر بسيارة استعارها من حارس البناية التي يقطن بها، وفي مواقف السيارات، قام بشرب الخمر وطلب من الطفل خلع ملابسه للواط به، وصاح الطفل بأنه سيبلغ والده بواقعة اللواط، فقام بإسكاته، حيث حاول خنقه بيديه، ومن ثم قام بخنقه بواسطة غترة حتى فارق الحياة واستمر في تناول الكحول حتى الساعة 5 فجراً يوم السبت الماضي.

وأضاف أنه بعد ذلك توجه إلى مقر سكنه بالشارقة تاركاً الطفل في السيارة على المقعد الخلفي، وفي حوالي الساعة 7 صباحاً من نفس اليوم تحرك بالسيارة إلى المدينة الجامعية في دبي، وتخلص من الجثة برميها أسفل شجرة كما تخلص من باقي الأغراض برميها بأماكن مختلفة.

وفي أول تصريحات لوالد الطفل المغدور عبيدة، الذي عثر عليه مقتولاً الأحد بعد يومين من اختفائه، قال إبراهيم صدقي العقرباوي لموقع 24 الاماراتي، “أود بداية أن أؤكد أن الجاني ليس صديقي كما تم تداوله، وهو مجرد زبون يتردد على الكراج الذي أملكه لتصليح مركبته، ولم أشك للحظة أن يكون هو الفاعل، وحين ذكرته في التحقيقات كان ذلك فقط لأنه آخر من تواجد في الكراج بعد ملاحظتي لاختفاء عبيدة”.

وعن اللحظات الأخيرة التي رأى فيها عبيدة قال الوالد إن “الجاني قدم للمحل كالعادة كلما أراد تصليح مركبته، وفي هذه الأثناء كان عبيدة يلهو أمامي، وبعد أن غادر الجاني، نظرت حولي فلم أجد ابني، فظننته عاد إلى البيت، الذي يقع في نفس مبنى الكراج، وحين تواصلت مع زوجتي سألتني عنه فأخبرتها أنني اعتقدت أنه عاد للمنزل، وهنا بدأنا البحث الذي انتهى بالعثور عليه مقتولاً، ولا أملك سوى القول الحمدالله على كل حال”.

لحظة الخطف

وأضاف إبراهيم العقرباوي: “الجاني خطف الطفل من الواجهة الخلفية للمبنى السكني الذي نعيش فيه، فقد طلب من عبيدة أن يلتقيه خلف الكراج لأنه سيشتري له “سكوتر” وبالفعل وببراءة توجه عبيدة إلى هناك بإرادته، معتقداً أن الجاني بالفعل سيشتري له اللعبة، وحدث ما حدث”.

مخالف للإقامة

وذكر والد الطفل أن “الجاني من أصحاب السوابق وهو مخالف لقانون الإقامة، ولم يظهر ليوم أي نية سيئة تجاهي ولم يكن بيننا أي خلاف”.

وفي رسالة للمجتمع قال العقرباوي “نعيش وقتاً صعباً وقاسياً، ولكني أريد أن أقول شكراً لكل الإماراتيين والمقيمين والمسؤولين، ونقدر وقوفهم جميعاً إلى جانبنا وتعاطفهم مع قضية ابني الوحيد، وكلنا ثقة أن القضاء عادل، وأقول لعبيدة حقك سيعود.. وفي مصابنا لا نقول إلا الحمدالله على كل حال”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *