م يدخر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وسعا في إعادة تشكيل حرس القصر الجمهوري بطريقة احتفالية توحي بالتاريخ.
إذ أصبح الحرس يضم حملة رماح، ورجالا يلبسون خوذات ذهبية، وآخرين يلبسون سترات وأقنعة من السلاسل الحديدية، بل وضع بعضهم بعض الشوارب المزيفة استكمالا للصورة.
وقد يغفر للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي زار تركيا الاثنين، إن ظن خلال استعراضه لحرس الشرف، أنه يمشي عبر مشهد من مشاهد مسلسل تاريخي، لدى وصوله لإجراء محادثات في أنقرة مع الرئيس أردوغان.
وبينما كان يصافح عباس أردوغان احتل درج القصر الرئاسي الجديد المثير للجدل 16 رجلا من رجال الحرس في ثياب المحاربين القدماء، يحمل بعضهم رماحا، ويرتدي بعضهم دروعا، ويحمل آخرون سيوفا يثير منظرها الخوف.
وبدت بعض الملابس غير مقنعة، وأثار مشهدها السخرية سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقل بعض المدونين صور أردوغان وهو محاط بالحرس، واصفين إياهم بشخصيات من سينمائية في “حرب النجوم”، “وسيد الخواتم”.
ولكن وكالة الأناضول التركية الرسمية قالت فيما بعد إن الـ16 محاربا يمثلون الإمبراطوريات التركية الست عشرة عبر التاريخ، قبل غزو تركيا لآسيا الصغرى، وهو المكان الذي تقع فيه تركيا في الوقت الحاضر.
وتشمل تلك الحقب التاريخية القديمة إمبراطورية الهون التي تأسست حوالي 200 قبل الميلاد، مرورا بالإمبراطورية السلجوكية، وإمبراطورية المغول، حتى الإمبراطورية العثمانية التي انتهت في عشرينيات القرن الماضي، مع تأسيس الجمهورية التركية.
وقد مثلت تلك الإمبراطوريات الست عشرة أيضا في 16 نجما وضعت في الخاتم الرئاسي التركي الرسمي الذي سلط عليه الضوء منذ تولي أردوغان منصب الرئاسة بعد انتخابات أغسطس/آب.
وقالت وسائل الإعلام التركية إن المحاربين سيكونون ملمحا من ملامح مراسم القصر، وليس فقط احتفاء باستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وسارع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى السخرية من المشهد في تغريدات، جاء في واحدة منها أرسلها الصحفي التركي قدري غورسل “سيرك عثماني في القصر”.
وكان الرئيس التركي قد افتتح قصره المثير للجدل في ضواحي أنقرة في أكتوبر/تشرين الأول. ويضم القصر 1150 غرفة، وقد تكلف بناؤه نحو 490 مليون يورو.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *