حسناوات يوزعن النقود مجانا

للوهلة الأُولى بدا الخبر الذي قرأه الباريسيون في الصحف أمس وكأنه أجمل من أن يصدق وكأن السماء ستمطر فلوسا. فقد أعلنت شركة بلجيكية للإنترنت أن مضيفات شابات تابعات لها سيوزعن على المارة أوراقا نقدية حقيقية من فئة 10 و20 و100 وحتى من فئة 500 يورو. ومن المقرر أن تجري هذه العملية نهار الرابع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بين الثانية والخامسة بعد الظهر.

وتحسبا للزحام والتدافع الذي يمكن أن يرافق هذا التوزيع «المجاني» للنقود أعلنت الشركة وهي «رنتابيلويب» أن مضيفاتها الجميلات سيتجولن في باريس على متن حافلة من المقرر لها أن تتوقف في ثلاثة أماكن من العاصمة الفرنسية ولن يعلن عن تلك الأماكن إلا قبل يومين من بدء الحملة الدعائية. أما من لن يسعفه الحظ في الحصول على ورقة نقدية فإنه سيحصل على ملصق إعلاني يدعوه للاشتراك في الخدمة الإنترنتية التي تقترحها الشركة.

هذا الأسلوب في الدعاية أثار جدلا فوريا في أوساط الشركات الفرنسية الكبرى العاملة في مجال الإعلان. وثمة من يفكر في اللجوء إليه بعد المردود الذي حققته الشركة البلجيكية التي نجحت في اصطياد مليون مشترك لموقعها حتى الآن. والموقع متخصص في ما يسمى الـ«كاش باك» أي تنظيم عمليات الشراء عبر «الإنترنت» مع استعادة جزء صغير من المبلغ المدفوع في خطوة لاحقة.

مما يذكر أن الشركة اعتمدت في إطلاق هذه الحملة على ستيفان بوكريس¡ وهو شاب خبير في التسويق عرف بأفكاره المبتكرة والمثيرة للجدل. وكان بوكريس قد أثار استهجان المعلمين والهيئات التدريسية الفرنسية في الربيع الماضي عندما أنشأ موقعا يتولى حل الواجبات المدرسية محل التلاميذ أو كتابة التقارير العلمية للطلبة مقابل مبالغ تتراوح ما بين 5 و80 يورو. وتمكن بوكريس من إخماد الغضب عندما تبرع بجزء من عائدات الموقع إلى جمعيتين خيريتين محليتين.

وعلى الرغم مما تبدو عليه عملية توزيع الأوراق النقدية من براءة وشفافية فإنها تثير قلق الشرطة الباريسية التي «تدرس بحذر» ما يمكن أن ينجم عنها من إرباك لنظام المرور. هذا مع العلم بأن 15 حارسا من ذوي العضلات المفتولة سيرافقون المضيفات. لكن هذا الرقم يبقى قاصرا في نظر المسؤولين عن الأمن إذ يتوقع احتشاد مئات الآلاف من الرجال والنساء للفوز بنصيب من الأموال المخصصة للحملة.