لاقى الطباخ التركي الشهير نصرت، المعروف باسم «حبيب الملح»، صيتاً من نوعٍ مختلفٍ تماماً هذا الأسبوع، بسبب لقطاتٍ له وهو يقوم على خدمة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وصعّد نصرت سلَّم الشهرة عن طريق موقع إنستغرام Instagram، عبر نشر مقاطع فيديو يستعرض فيها مهاراته بسكِّين تقطيع اللحم والملح. لكن الفيديو الأخير الذي ظهر فيه نصرت غوكشيه جعله عرضةً لانتقادات الفنزويليين الذين عبروا عن غضبهم منه ومن رئيسهم، حيث قالت صحيفة The Guardian البريطانية، أمس الجمعة 21 سبتمبر/أيلول 2018، إن فنزويليين محتجين على الفيديو استهدفوا المطاعم التي يملكها نصرت، وهجموا عليها بتقييماتٍ من نجمةٍ واحدةٍ على مواقع الإنترنت بسبب تلك اللقطات.
وكان مادورو قد دخل مطعماً لنصرت بعد مروره وزوجته سيليا فلوريس بإسطنبول، يوم الإثنين الموافق 17 سبتمبر/أيلول، في طريق عودتهما من الصين، حيث كان الرئيس يبحث عن استثمارات لأجل إنعاش اقتصاد فنزويلا المتداعي. وصوَّر المقطع غوكشيه وهو يؤدِّي حركته المميزة -التقطيع المتقن لشرائح من اللحم باهظ الثمن وتتبيلها- على مائدة مادورو، قبل أن ينفث الرجلان دخان سيجارَين. ولم يفت الفيديو على الشعب في فنزويلا، حيث تعيش 9 أسر من أصل كل 10 على أقل من دولارٍ واحدٍ يومياً، فيما فَقَدَ 60% من الشعب متوسِّط 11 كغم من الوزن العام الماضي بسبب تأثير التضخم المفرط في أسعار الطعام.


واتُّهم غوكشيه بكونه «متواطئاً مع نظامٍ سفَّاحٍ»، بينما عدَّل أحدهم الصورة التي أدَّت إلى رواج الميم «meme» الأصليِّ، لتُظهِر الشيف وهو يُمطِرُ الفنزويليين الجياع بالملح، ويصاحبها هاشتاغ «عار عليك يا حبيب الملح» (#ShameOnYouSaltBae). وأُرغِم موقع Yelp لتقييمات المطاعم على الإشراف على المنشورات الخاصة بمطاعم غوكشيه بعد سلسلةٍ من تقييمات النجمة الواحدة التي تنتقد طعام «حبيب الملح» وكذلك موقفه السياسيَّ الواضح. وكتب أحد المُقَيِّمين: «كنت أنوي زيارة المكان، لكني لاحظت أنَّهم يُطعِمون الديكتاتوريين الشيوعيين هناك». وقال آخر: «أسعارٌ مرتفعةٌ وأخلاقٌ دنيئةٌ».
وبحسب الصحيفة البريطانية، امتدَّ الغضب العام إلى الشوارع يوم الأربعاء 19 سبتمبر/أيلول، حين احتشد عشرات المحتجِّين الملتفِّين بأعلام فنزويلا أمام فرع مطعم لحوم Nusr-Et التابع لغوكشيه في مدينة ميامي الأميركية، وطالبوا المارَّة بمقاطعته.
وكان ماركو روبيو، السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا، التي تستقبل أعداداً مطَّردةً من الفنزويليين الهاربين من المشقَّة في وطنهم، هو من أشعل هذا السخط. إذ كتب على حسابه بتويتر: «لا أعرف مَن هو حبيب الملح غريب الأطوار هذا، لكن الرجل الذي يفتخر باستضافته هو الديكتاتور المستبدُّ لدولةٍ يتناول 30% من شعبها وجبةً واحدةً يومياً ويعاني الأطفال الرضَّع من سوء التغذية».


وأتبع روبيو تغريدته بنشر عنوان مطعم ميامي ورقمه الهاتفيِّ، مشجِّعاً متابعيه على توصيل آرائهم إلى الشيف حيال ضيفه. ومنذ ذلك الحين، أزال الشيف أية إشارةٍ إلى زيارة مادورو من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم تستجب سلسلة مطاعمه حتى الآن لطلب صحيفة The Guardian البريطانية بالتعليق على الأمر. وقد صرَّح مادورو إلى التلفزيون الفنزويلي بأنَّه تناول العشاء في مطعم غوكشيه بإسطنبول بعد أن تلقَّى دعوةً شخصيةً منه، ويعتزم زيارته مرةً أخرى قريباً. وتتوطَّد علاقة مادورو بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أن زار تركيا مرتين بالفعل هذا العام. ويبدو أيضاً أنَّ العلاقة الشخصية بين مادورو وغوكشيه مستمرةٌ؛ فقد دعا مادورو الشيف إلى العاصمة كاراكاس، واستعرض على التلفاز يوم الأربعاء كيف أنَّ «حبيب الملح» قد علَّمه طريقة رش الملح المميزة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. ما فهمت الموضوع صح
    لكن اذا زعلاننين من الطباخ التُركي عشان رئيسهم ياكل بمطعم ويطلب لحم غالي الثمن فاكيد هُم مخابيل لان المطعم مو فاتح عشان ينقي خيار وفقوس بين الزباين !! هذا مطعم وفاتح للجميع واذا كان رئيسكم فاسد عندكم برلمان تقدرو تنتقدوه الا اذا كنتو بدون برلمان مثل بعض ربعنا هذا شيء اخر
    تشاطرو على رئيسكُم بعيد عن مصالح الناسس
    هذا طباخ اكل مو طباخ سياسه

ماذا تقول أنت؟
اترك رداً على مريم إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *