لا يمكن لأي أحد من الناس، مهما اختلفت أعراقهم أو معتقداتهم، أن يفهموا كيف يُسيّر الله مقادير الأمور، وأين تكمن حكمته، ففي أحلك الظروف وأكثرها يأسًا، نرى رحمته عزّ وجلّ تمتد بطرق ووسائل لم تخطر أبدًا على أي بال أحد، وفي ذلك قال الله تعالى في الآية رقم 12 من سورة «الأنعام»: «قلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ».

وتجلت رحمة الله تعالى خلال الفترات القليلة الماضية في نيوزيلندا، وعلى وجه التحديد على أحد شواطئ شمال خليج «بلنتي» في المحيط الأطلنطي، بعد أن وقع أمر أقل ما يمكن وصفه بأنه «معجزة إلهية»، عقب عثور أحد الصيادين في منتصف مياه المحيط على طفل بعمر العام ونصف العام فقط، وكان لا يزال على قيد الحياة، وقام بإنقاذه وإعادته إلى والديه المكلومين؛ جراء ما اعتقدا بأنه مصير طفلهما المحتوم.وبدأت القصة التي نقلتها صحيفة الـ«تيليغراف» البريطانية، عندما خرج الصياد النيوزيلندي «غوس هوت»، في أحد الأيام الماضية إلى البحر بحثًا عن رزقه، وخلال رمية للشبك في عرض المحيط الأطلنطي واصطياده لبعض الأسماك، لمح في عرض المحيط ما يُشبه الطفل الصغير، في بادئ الأمر، اعتقد «هوت» بأنه مجرد دمية عائمة على سطح الماء، لكنه اقترب منها شيئًا فشيئًا، محاولاً الإمساك بذلك الشيء الذي اعتقده دمية، حتى تمكن من الإمساك به فعلاً.

وفي حديث للصياد النيوزيلندي للصحيفة البريطانية قال فيه: «أحسست وكأنني رأيت شيئًا في وسط البحر، في البداية توقعت أنها لعبة، واقتربت منها حتى أمسكتها من ذراعيها». وتابع «هوت» قائلاً: «كنت أعتقد أنها لعبة، لكنني تأكدت أن الشيء الذي أمسكت به كان طفلاً حقيقيًا، وتأكدت من ذلك في اللحظة التي بدأ فيها بالبكاء عندما أمسكت به، ولحسن الحظ أنه كان لا يزال على قيد الحياة، وحينها تمكنت من إنقاذه». وأوضح الصيّاد: «كان وجهه كالخزف مع شعره القصير المبلل. وقلت يا إلهي هذا طفل رضيع وهو حيّ أيضًا».كان هذا الطفل الرضيع «المعجزة»، هو ابن زوجين كانا يقضيان وقتهما في مخيم على ساحل «ماتاتا» في خليج «بلنتي» شمالي المحيط الأطلنطي، وكان الرضيع الذي يُدعى «ملاشي» ويبلغ من العمر 18 شهرًا فقط، أي قرابة العام ونصف العام، قد اختفى بعد أن ابتعد عن المخيم، إثر سحب مياه المحيط له، الأمر الذي ترك والديه في صدمة كبيرة وانهيار كامل، حيث اعتقدا حينها مثل البقية، بأن طفلهما الصغير كان قد مات دون أدنى شك.

وفي حديث لـ«جيسكا وايت»، والدة الطفل المعجزة «ملاشي»، قالت إن الحادث كان مروعًا جدًا، وأنه لا يُصدق، وتابعت بأنها كانت قد شعرت بصدمة هائلة عندما سحبت مياه المحيط طفلها، لكنها عندما أخبرها مدير المخيم أنه تم إنقاذ شخص ما من المحيط للتو، لم تكن تتوقع على الإطلاق أن هذا الشخص قد يكون طفلها. وأوضحت «جيسكا وايت»، أنها عندما كان ابنها هو الذي تم إنقاذه، ولحظة أن التقت به كان لونه متغيرًا ويميل للون البرتقالي، وكان الطفل المسكين يرتجف من البرد وجسمه أنحف قليلاً مما كان عليه.

وبحسب ما قالته والدة الطفل «ملاشي»، بأن طفلها اعتاد أن يستيقظ في أوقات مبكرة جدًا من الصباح قبلها وقبل والده، وكان والده قد سبق له وأن حذره قبل أن يدخل إلى مياه الشاطئ في إحدى المرات، وأوضحت أنه هذه المرة لم يتمكنا من سماعه عندما ذهب متسللاً إلى المياه، قبل أن تسحبه إلى عرض المحيط، وشكرت الله بأنه أعاد طفلها إليها بمعجزة إلهية.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. القدر ليس فقط الأشياء المفاجئة والغير مألوفة للعقل.. فكل شيء هو قدر.. حتى الأشياء المألوفة.. فكل ما لا نفهمه تماما هو قدر.. ونحن لا نفهم أي شيء تماما.. إذاً كل شيء قدر.. وما يفهمه العقل هو ما يمكن تفسيره من هذا القدر.. فالعقل ليس كل شيء والدليل هو أن كل شيء لا يمكن تفسيره عقليا تفسيرا كاملا وإذا ملكت عقلا يفسّر كل شيء بالكامل فحينها يحق لك أن تنحّي القدر!! والقوانين الطبيعية هي قدر مقدور.. ومقدور أي ثابت ما شاء الله ثبوته..

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *