أعلنت تونس، اليوم الاثنين، إغلاق أحد الأجنحة السورية بـ #معرض_تونس_الدولي_للكتاب، استجابة لمطالب التونسيين بعد الكشف عن وجود عنوان يحرّض على العنف والقتل موجه للأطفال ويطالبهم صراحة بسفك الدماء والقتال، في خطوة اعتبرها العديد تستهدف تسميم الصغار وتشويه عقولهم وتروّج لثقافة الموت.

وأكدت “إدارة معرض تونس للكتاب” في بيان لها، أنه تمّ إغلاق الجناح الذي خالف ترتيبات النظام الداخلي للمعرض من طرف لجنة شؤون العارضين، بسبب حرصها الشديد على “أن تكون كل المعروضات موافقة للقيم الإنسانية السامية الواردة بالدستور التونسي، وللإعلانات والمواثيق الحقوقيّة الدولية”، مضيفة أن “مثل هذه الممارسات التي تحرّض على العنف والكراهيّة والقتل، غير لائقة بالنشر العربي، لذلك يغلق كل جناح يصدر مثل هذه المنشورات”.

والكتاب الذي تسبّب في #إغلاق_الجناح_السوري يحمل عنوان ” #اللهم_ارزقني_الشهادة” لصاحبه “محمد عمر الحاجي”، عرض للبيع بمبلغ 5 دنانير (2 دولار)، تضمّن محتوى صادما موجها للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، حيث ظهر على غلافه رسما لطفل صغير “يطلب الشهادة” وخلفه راية داعش، واحتوى على أفكار تدعو إلى حمل السلاح وإراقة الدماء.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو نشره أحد زوار المعرض وثقّ من خلاله محتوى الكتاب، وسط انتقادات لإدارة المعرض السماح بعرض كتب تدعو إلى التطرّف والتشدّد وتستهدف الجيل القادم.

وتساءل في هذا السياق، الصحافي المهدي خليفة قائلا “أين مدير معرض الكتاب من هذه المصيبة ومن هذه القنبلة التي ستدمر ما بقي من براءة الأطفال؟”، مضيفا “نحن نحاول أن نرّغب الأطفال في مطالعة قصص تمجدّ الرسول وتعرّف به وبطرقه في نشر الإسلام وتغرس مكارم الأخلاق، قصص تسافر بهم في عالم الخير وتحفزّهم على طلب العلم، ولكن انظروا إلى أين وصلنا وفي أي مطب سقطنا، ترويج قصص مستوردة تافهة وغريبة”.

وبدوره، عبر محمد علي العبدلي في تغريدة على حسابه بفيسبوك، عن استغرابه من غياب وزارة الثقافة والجهات الرقابية وعدم علمها بما ينشر في المعرض، و”بمحاولات أطراف خارجية الدخول إلى البلاد تحت جبّة المشاكرة في معرض الكتاب، من أجل غسل أدمغة الأطفال الصغار وغرس ثقافة القتل والدمّ لديهم منذ الطفولة، لتكوين جيل جديد من #الدواعش”.

وتفاعلا مع ذلك، استجابت إدارة معرض تونس الدولي للكتاب لمطالب زوار المعرض، وقامت بسحب الكتاب، حيث كشف مدير المعرض شكري المبخوت، أن “هذا العنوان لم يكن ضمن قائمة الكتب التي أرسلتها دار النشر للمشاركة بها في المعرض، وتمّ إدخاله وعرضه بطريقة غير قانونية”، مضيفاً أنه “سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد دار النشر المخالفة”.

وكان المبخوت، هدّد الجمعة، خلال افتتاح الدورة 33 للمعرض، بإغلاق أي جناح يعرض كتبا تدعو إلى التطرف، مضيفا أنّ “معرض تونس حداثي ومدني وملتزم بقيم الدستور التونسي وإذا تم تسريب كتب فنحن بالمرصاد لغلق الجناح برمته”.

وتجدر الإشارة، إلى أنّه من أبرز البلدان المشاركة في الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب الذي يتواصل إلى نهاية الأسبوع الحالي، تحت شعار “نقرأ لنعيش مرتين”، مصر وسوريا والجزائر وليبيا والمغرب والسعودية والأردن والإمارات العربية وسلطنة عمان وفلسطين والسودان والكويت وفرنسا والصين والأرجنتين وإيران والسنغال والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *