من المرجح أن يجتاح عروض الأزياء في باريس ونيويورك وميلانو قريباً، من خلال التكنولوجيا فائقة التطور المدمجة فيه.. إنه ذلك الثوب الأسود القصير، الذي يتغير لونه وفق نبض قلب من ترتديه، كونه مصنوعاً من مادة “الغرافين”، الأدق من الشعرة، التي تتجاوز قوة الفولاذ بـ200 ضعف.
يعتقد العلماء أن هذه “المادة العجيبة” متناهية الدقة، بإمكانها إحداث ثورة في كافة جوانب الحياة الإنسانية، فهي بحجم ذرة كربون واحدة فقط وأَرَقّ بمليون مرة من شعرة بشرية.
وقد كشف فريق من الباحثين الذين تعاونوا مع شركة للتكنولوجيا القابلة للارتداء، يوم الأربعاء 25 يناير/ كانون الثاني 2017، عن أول ثوب أسود قصير يحتوي على الغرافين، الذي يعد أفضل توصيلاً للكهرباء من أي شيء آخر عرفه الإنسان.
كيف عرفنا الغرافين؟

كُشف النقاب عن ذلك الثوب في مركز ترافورد بمانشستر، حيث استخرج الغرافين للمرة الأولى على يد اثنين من العلماء الذين حازوا جائزة نوبل عن هذا الاكتشاف، إذ يتغير لون الثوب تبعاً لضربات قلب مرتديه، عن طريق مصابيح ليد دقيقة.
استُخدِم الغرافين لإضاءة مصابيح الليد، كما استُخدِم أيضاً كجهاز استشعار يسجل ضربات قلب مرتديه، بينما استُخْدِمت المزيد من المواد اليومية مثل الكراين -وهو قماش من النايلون الخفيف المنسوج- في تأطير الثوب.
قالت فرانشيسكا روزيلا، رئيسة قسم الإبداع في شركة Cute Circuit، التي ارتدت كل من كاتي بيري ونيكول شيرزينغر تصميماتها المقلدة بإبداعات فائقة التكنولوجيا “لم يستخدم الغرافين في مجال الأزياء من قبل”.
وأضافت روزيلا “إنه لشرف حقيقي أن أكون أول من استخدم هذه المادة، إذ يتيح لنا ذلك الاستمتاع بالكثير من المرح في تصميم أثواب قصيرة سوداء مذهلة من الغرافين، وإظهار المميزات المدهشة لتلك المادة”.
طُوِّر الغرافين للمرة الأولى عام 2004 على يد العالمين كنونستانتين نوفوسيلوف وأندريه غييم من جامعة مانشستر، اللذين فازا بجائزة نوبل في الفيزياء عن إنجازهما عام 2010. يعتقد العلماء أن هذه المادة قد تستخدم في آلاف التطبيقات التجارية المحتملة، بما في ذلك استخدامها في الطائرات، والقطارات فائقة السرعة.
ثوب متغير الألوان

يأمل المصممون أن تُستخدم هذه التكنولوجيا في نهاية المطاف، في صناعة ثوب يمكن برمجته ليظهر بأي لون أو تصميم.
قال دكتور بول وايبر، الباحث المشارك في المركز الوطني لمادة الغرافين في جامعة مانشستر، إن “هذا مشروع رائع، إلا أن الغرافين لا يزال في أطواره الأوّلية، كي يستخدم في تطبيقات الحياة الواقعية، ولكن إظهار مميزاته المذهلة من خلال منتدى الأزياء كان مثيراً للغاية”.
وأضاف وايبر: “إنه ثوب فريد من نوعه حقاً، وهو يبين ما يمكن أن يستحدثه الإبداع والخيال والرغبة في الابتكار، باستخدام الغرافين والمواد ثنائية الأبعاد المشابهة”.
قال ريتشارد باكستون، المدير العام لمركز إنتو ترافورد “أسهمت التكنولوجيا والأزياء معاً في تصميم الثوب الأكثر استخداماً للتكنولوجيا الفائقة في العالم، وهو ما قد يصبح التصميم الذي سيرتديه الملايين من عملائنا في المستقبل”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *