تمكن آلاف الشباب من الهرب من مناطق الصراع في سوريا والعراق إلى أوروبا، ويروي العديد منهم كيف أُسِروا وضُربوا، ومُنعوا من “التصرف كالغربيين” في أراضي سيطرة داعش.
من هؤلاء، محمد زهاد (17 عاماً)، في مخيم بريسيفوا في صربيا، والذي يعتمد تسريحة شعر باستخدام الجل، محاكياً تسريحة لاعبي كرة القدم المشاهير، إلى جانب ذقنه الحليقة تماماً، وتدخينه، وكلها أمور كانت ستودي بحياته. يقول زهاد إنه تعرض للأسر ثماني مرات، قبل أن يقرر والده أن عليهم مغادرة سوريا، خوفاً من أن تنظيم داعش الإرهابي سيقتله في المرة المقبلة.
ويقول زهاد، لصحيفة “إكسبرس” البريطانية، اليوم الخميس: “احتجزني داعش بسبب تسريحة شعري، إذ لم تعجبهم”، مضيفاً: “يمسكونك من شعرك، ويرجعون رأسك للخلف، ويمررون سكيناً على رقبتك”، إلا أن التنظيم كثيراً ما يطلق سراح الشباب الصغار، في محاولة للترويج لمقاتليه على أنهم “شرطة شرعية” في مناطق سيطرتهم. وبناءً عليه، أطلق سراح محمد، بعد حلق شعره بطبيعة الحال.
ويضيف محمد: “طلبوا مني أن أتغير، وأن أصلي وأترك التدخين، رغم أنهم كانوا يدخنون!”.
لا موسيقى.. وأشلاء

في سياق متصل، يقول شاهباز زاهي، أحد الشباب في مخيم سيد، قرب الحدود مع كرواتيا، إن مقاتلي داعش “ليسوا بشراً”، مشيراً إلى حادثة رأى فيها عشر رجال بقنابل مربوطة حول سيقانهم، وفجرهم مقاتلو التنظيم، على الحدود الباكستانية الأفغانية.
من جانبه، يقول قيس حليمي(23 عاماً)، الذي أنفق 5 آلاف يورو خلال 26 يوماً، في محاولة للهروب من أفغانستان إلى ألمانيا – لأنه كان عازفاً موسيقياً، وهو أمر مرفوض تماماً في ملة داعش – إنه اضطر لمسح جميع تسجيلات الفيديو الخاصة به “كانوا ليقتلوني لو وجدوها معي”، متابعاً: “هم لا يريدون الموسيقيين.. يقتلونهم.. يقطعون رؤوسهم”.
وأضاف: “لا شيء لدي الآن، لا طبول، لا آلات موسيقية. يوماً ما، أتمنى أن أتمكن من العزف في ألمانيا”. وتشير الصحيفة إلى أن هؤلاء الشباب الصغار، الهاربين من سوريا والعراق وأفغانستان، عازمون على العيش وبدء حياة جديدة في أوروبا، بعيداً عن الحرب.
إلا أن محمد، الذي أصر والده على الهروب من مناطق سيطرة التنظيم، عليه إكمال الرحلة بمفرده، إذ أن والده عانى من نوبة قلبية شديدة على الحدود الصربية الكراوتية قبل إغلاقها في فبراير الماضي، وانتظر ابنه 17 يوماً للإفراج عن جثته، حتى يتمكن من دفنها في بلد ما.
يقول محمد: “لا أعرف ماذا أفعل أو إلى أين أذهب، هذه لم تكن خطتي، بل قرار والدي أن نغادر. قد أستمر في الرحلة، وقد أعود مجدداً إلى سوريا. أنا عالق هنا. لا شيء لدي. أريد مغادرة هذا المكان، إنه أشبه بسجن”، متابعاً: “ليس بإمكاني حتى الذهاب إلى قبر والدي، لا يسمحون لي بمغادرة المخيم”.
وعن تسريحة شعره التي سببت له المشاكل، أكد محمد: “لن أغيرها! ليس بإمكانهم إيذائي هنا. هنا وفي أوروبا نحن أحرار”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *