في فيديو رصدت لقطاته كاميرا مراقبة بأحد شوارع مدينة “غازي عنتاب” التركية، بعد ظهر أمس الأحد، ظهر مجهول يسير خلف الإعلامي السوري المعارض، محمد زاهر الشرقاط، وفجأة نراه يعاجله من الخلف برصاصة في رأسه من مسدس كاتم للصوت، فانهار مضرجاً على الأرض، ولاذ محاول الاغتيال بالفرار.

https://www.youtube.com/watch?v=fN6FKKPNwGU

كان الشرقاط في حي “غازي مختار باشا” في المدينة البعيدة بالجنوب التركي 96 كيلومتراً عن ريف حلب، حيث ولد قبل 36 سنة في مدينة “الباب” بالشمال السوري، حين استهدفه من يعتقدون بأنه “داعشي” برصاصة يبدو أنها لم تنل منه مقتلاً، لأن قناة “حلب اليوم” التلفزيونية المعارضة، حيث يعمل مذيعاً ومعداً لبعض برامجها، رددت مراراً، بأنه نجا وتتم معالجته في قسم للعناية الفائقة بأحد المستشفيات.

وربما يكون السبب باستهداف الشرقاط بالذات، هو قتاله في سوريا على رأس “كتيبة أبو بكر” المعارضة بالسلاح للنظام، والمعادية لتنظيمات المتطرفين، قبل أن يتحول منذ 10 أشهر إلى إعلامي مع halab Today Tv وناشطاً فيها بفضح النظام، وما يقوم به “داعش” من فظائع في الشمال السوري، ومعظمه عرف الشرقاط في الماضي حين كان إمام مسجد في مدينة “الباب” وداعية وسطياً بالمنطقة.

وانهار الشرقاط مضرجا في الشارع
وانهار الشرقاط مضرجا في الشارع

كان ملثماً، والشرقاط كان يحمل معه خرائط

ونرى الشرقاط يسقط أرضاً في الفيديو الموضوع بحساب “يوتيوبي” لوكالة “دوغان” المعروفة بأحرف DHA التركية التي بثته أمس، ولا تلبي الفضول عن محاولة اغتياله، لذلك طلبت “حلب اليوم” من الراغبين بالتعرف إلى الشرقاط، أو المالكين لمعلومات عن استهدافه، الاطلاع على ما يرد في “هاشتاغ” أطلقته باسم #زاهر_ شرقاط في حسابها “التويتري” حيث نجد معظم المغردين فيه، يتهمون التنظيم “الداعشي” المتطرف بمحاولة الاغتيال، أو أذرع النظام.

الشيء نفسه ألمح إليه ناشط سياسي اسمه صديق المحمودي، حين تحدث لموقع ARA News عن وجود “خلايا داعشية نائمة” ومثلها لتنظيم “جبهة النصرة” ناشطة في المدن التركية “خاصة عنتاب وأورفا” من دون استبعاده لوجود “أذرع خفية” للنظام السوري الأمني، مهمتها مراقبة نشطاء الثورة وبالتحديد الإعلاميين” مضيفاً أن استهداف الشرقاط “لا يأتي من عبث، وتم التخطيط له، فليس بالسهولة أن تطلق النار في وسط مدينة يقطنها أكثر من ميلوني شخص” كما قال.
وأوردت صحيفة “حرييت” التركية بطبعتها الإنجليزية اليوم، أن محاول قتل الشرقاط كان ملثماً، وأن الإعلامي السوري، المتزوج والأب لأولاد “كان يحمل معه خرائط لبعض المواقع بسوريا حين استهدافه” وفق ما نقلت عن محققين بدأوا بالبحث عن أدلة جنائية تدلهم عمن حاول قتله.

وليست المحاولة هي الأولى التي تستهدف إعلاميين سوريين معارضين في تركيا، ففي أكتوبر الماضي قتل “داعش” في شقة بمدينة “أورفا” الإعلاميين إبراهيم عبدالقادر وفارس حمادي، وكانا ناشطين مع حملة “الرقة تذبح بصمت” المتربصة إعلامياً بالتنظيم “الداعشي” وما يقوم به من فظائع في محافظة الرقة بالشمال السوري، وبعد شهرين تم اغتيال الصحافي السوري ناجي الجرف في “غازي عنتاب” بمسدس كاتم للصوت أيضاً، والتنظيم الإرهابي نفسه فاخر بإعلان مسؤوليته عن قتله.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *