تعرضت الطفلة الكينية غلوريا، والبالغة من العمر سنتين للاغتصاب من قبل عمها الذي لا يزال طليقًا، وقد قام بالأمر نفسه مع شقيقتها من قبل.

وعندما ألقي القبض عليه في المرة الأولى بعد حادثة الأخت الأكبر سنًا لم يسجن، بل طلب منه التوقيع على تعهد مكتوب، بعدم “تكرار الإساءة”، لكنه عاد لفعلها مع هذه الطفلة الرضيعة.

ويعيش الأطفال الآن رعباً من عودة الرجل في أي لحظة ليمارس عنفه هذا ببشاعة أكبر.

وتبلغ عدد الإصابات بفيروس #نقص_المناعة_البشرية في كل عام في كينيا حوالي 6100 طفل دون الخامسة.

وتواجه ثلث الفتيات في البلاد العنف الجنسي، قبل بلوغ سن الرشد، و10%فقط يحصلن على مساعدات مهنية.

والآن برغم أن غلوريا لاتزال تعاني شرخًا نفسيًا جراء ما حدث، إلا أنها نجت من الإصابة بأمراض لاحقة.

ويرجع الفضل في ذلك إلى منظمة محلية مدعومة من منظمة “أكشن أيد”، حيث تلقت الطفلة رعاية طبية فورية، بما في ذلك العلاج الوقائي لتقليل خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
الهجوم على الطفلة

وقد تعرضت غلوريا للهجوم من قبل عمها، عندما ذهبت أمها مارغريت لجلب الماء، وكان والدها روبرت في العمل.

وعندما عادت الأم وجدت طفلتها طريحة الفراش، وتقول إنها عندما تحدثت مع الفتاة عرفت أن عمها قد جاء هنا وفعل ما فعل.

وتقول الأم إنها دققت في جسم الفتاة لتكتشف أن هناك ما حدث فعلا لطفلتها، التي ربما لم تعبر بوضوح عما حدث معها في هذه السن المبكرة.
ردة فعل الشرطة

تروي الأم مارغريت: “لذلك ذهبنا معها أنا ووالدها إلى مكتب رئيس #الشرطة المساعد، وعندما وصلنا إلى هناك، سألنا الرئيس المسؤول عن العلامات التي تدل على أن الطفلة قد تعرضت لـ #الاغتصاب؟ ومن ثم قال: سوف نؤدب الجاني وعليكم العودة للبيت”.

وتواصل الأم: “لقد كنت متألمةً جداً. لم أستطع تناول الطعام لمدة أسبوع، ولم أشعر بأنني أحب تناول أي شيء. كنت أجلس وأبكي وأشعر كما لو أني لن أذهب للعمل مجددًا، وحقًا تضررت نفسياً”.
الاستعانة بالمنظمة المحلية

من ثم اتصلت مارغريت بـ Sauti وهي منظمة محلية تمولها منظمة ActionAid التي أرسلت مساعداً هرع لمساعدة الزوج على الوصول إلى المستشفى بابنته.

وقالت: “اتصلت بمنظمة سوتي لأننا كنّا على علم بعملهم، حيث كان الكثير من الشبان يهاجمون الفتيات، وكانت سوتي تقبض عليهم وتأخذهم إلى المحكمة. لذلك كنا نعرف حجم الدور الذي كانوا يقومون به في المجتمع”.

وبالفعل قام أتباع سوتي باستئجار سيارة وأخذت الفتاة وأهلها إلى الشرطة ومن ثم إلى المستشفى للتعافي.

وتقول الأم: “شعرنا بالارتياح لأن سوتي كانت قريبة منا، وبدونها كان من الصعب علينا معالجة الطفلة، إذ لم نكن قادرين على تحمل أي علاج، لأن التكلفة مرتفعة للغاية”.
الآثار المترتبة

وأضافت الأم: “كانت غلوريا قد تشوشت عقلياً كطفلة صغيرة، وهذا يعني إذا تم تركها بدون علاج أو مساعدة، فسوف تستمر في التفكير في الحدث السيئ”.

وقد كانت غلوريا بحاجة إلى خياطة داخلية، ولم تتمكن من الذهاب إلى المرحاض إلا بعد أسبوع من العملية.

وتقول مارغريت: “لقد تعرضت للتمزق من جانب واحد، ولكنها بحمد الله قد شفيت الآن”.
المغتصب طليق.. والأسرة عاجزة

المشكلة تكمن في أن المغتصب لا يزال طليقاً، وتروي مارغريت أنه سبق أن هاجم ديانا شقيقة غلوريا.

وأسرة غلوريا فقيرة ليس لها أن تطارد العم المجرم.

ويقول روبرت والد الطفلة إنه لو كان عنده المال الكافي لهجر المنطقة إلى بيت جديد في مكان آخر بعيداً عما يحدث لأطفاله.

ويستغرق روبرت يومياً ساعتين للوصول إلى مكان عمله على دراجته الهوائية، ولابد له أن يعود أيضاً بالمشوار نفسه مع الإرهاق والتعب، فهو على حد تعبيره يعلم: “لو تأخرت فربما جاء أخي مرة أخرى وكرر فعلته”.

يقول روبرت: “لو كان عندي المزيد من المال لاشتريت أرضاً نائية، وانتقلنا بعيداً عن هذه المشكلات”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *