رغم تعرضها منذ قرابة العامين لاعتداء بحمض الأسيد شوّه وجهها وأفقدها عينها اليسرى أثناء حمايتها شقيقتها من زوجها المتهور، قررت الشابة الهندية ريشما بانو المشاركة في أسبوع نيويورك للموضة كـ عارضة أزياء تمتلك الطول والقوام المناسبين لذلك.

ونشرت منظمة Make Love Not Scars أو “أصنعوا الحب لا الندب”، والتي تركز جهودها على منح ضحايا الاعتداء بالأسيد فرصاً جديدة لحياة أفضل، مقطع فيديو مؤثر أظهر بانو البالغة من العمر 19 عاماً، وهي منخرطة في البكاء بعد أن تم إخبارها بأنها اختيرت للمشاركة في أسبوع #الموضة في نيويورك والذي سيبدأ في الثامن من أيلول/سبتمبر المقبل من أجل تسليط الضوء على محنة ضحايا الاعتداء باستخدام #حمض #الأسيد .

ورغم أنها لم تفكر في السفر للخارج مطلقاً بصرف النظر عن المشاركة في عرض أزياء كبير كهذا، ورغم أنها لا تعرف أية معلومات عن الماركة التي ستقدمها أو الأزياء التي ستعرضها، إلا أن بانو أعربت عن سعادتها البالغة لمجرد توجيه الدعوة لها للمشاركة في حدث كبير مثل هذا من أجل أن تظهر للعالم أن #الجمال يكمن في الروح وليس في المظهر.

وأوضحت بانو، حسب ما نشرته صحيفة “نيويورك بوست”، أنها تريد استغلال هذه الفرصة لرفع مستوى الوعي العام بشأن البيع غير المنظم للحمض في #الهند وبقية دول العالم.

وتعود حادثة بانو إلى يوم 19 أيار/مايو 2014 عندما كانت في الطريق إلى مركز لأداء امتحان برفقة شقيقتها، حيث تعرضتا لهجوم انتقامي بـ حمض الأسيد من زوج شقيقتها الذي لحقهما للانتقام من زوجته بسبب اصطحابها لابنهما معهما، حسب ما أكدته بانو حينها لوسائل الإعلام.

وأوضحت بانو الأمر قائلة: “كان زوج شقيقتي غاضبا بسبب اصطحاب شقيقتي ابنهما، ولذلك قرر الانتقام، وجاء لمهاجمتها بالحمض ولكن قبل أن يتمكن من ذلك قفزت لنجدتها.. لم أكن أعرف أنه كان يحمل مادة حارقة”.

وظلت الشقيقتان تعانيان على جانب الطريق لعدة ساعات حتى تم استدعاء الإسعاف لإنقاذهما.

وخلال تسعة أشهر من وقت الاعتداء تم إجراء خمس عمليات جراحية لترقيع جلد بانو، ولكن الهجوم جعلها تفقد ثقتها بنفسها وحبها للحياة.

وعن هذا الموضوع قالت: “لم تكن لدي أي رغبة في العيش.. كان الألم لا يطاق وكانت رائحة الحروق بشعة، واضطررت لتغطية وجهي طوال الوقت حتى لا يراني أحد”.

لكن نظرة بانو للحياة تغيرت بعد أن مدت منظمة “اصنعوا الحب لا الندب” يد المساعدة لها بالمساهمة في دفع تكاليف العملية الجراحية وبرنامج إعادة تأهيلها. ومن ثم مشاركتها في الفيديوهات التي تقدمها المنظمة الأمر الذي أعاد لها ثقتها بنفسها.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *