ايقونات الشوارع اللندنية من الحافلات الحمراء الشهيرة إلى سيارات الأجرة ذات اللون الأسود.. ليست وحدها ما يميز طرقات العاصمة البريطانية، إنما تلك العقول الفذة التي توجه دفة القيادة في تلك المركبات.
فمن دون أجهزة ملاحة مساعدة، يجول سائقو التكاسي بكل ثقة في نحو خمسة وعشرين ألف شارع وطريق بين مختلف أحياء لندن، التي يحفظون خريطتها المعقدة عن ظهر قلب.
بيتر آلن، وهو أحد سائقي سيارات الأجرة السوداء البالغ عددهم 20 ألفا في العاصمة البريطانية، قال لوكالة فرانس برس “لسنا بحاجة إلى أجهزة “جي بي اس” كسائقي سيارة أجرة، الأمر أصبح تلقائيا، غالبا نفعل ذلك من دون تفكير فأدمغتنا باتت مبرمجة”.

سيارات الأجرة
نتائج دراسة جديدة نشرت مؤخرا تطابقت مع دراسات سابقة تفيد بأن المنطقة المسؤولة عن الذاكرة المكانية في الدماغ والمعروفة “بقرن امون” او “الحصين” كانت أكبر بكثير لدى سائقي سيارات الأجرة اللندنيين.
وهذه الدراسة التي أشرفت عليها اليانور ماغواير الأستاذة في قسم علوم الجهاز العصبي في جامعة “يونيفرسيتي كوليدج أوف لندن”، استندت إلى مقارنة بين دماغ سائقي الأجرة وذلك الموجود لدى سائقي الحافلات.
وتبين بحسب الدراسة أن حجم المادة الرمادية في “الحصين” أكبر لدى سائقي سيارات الأجرة، وسبب هذه الخاصية وفق الدراسة هو التدريب المكثف الذي يتلقاه سائقو سيارات الأجرة قبل مباشرة وظيفتهم والذي يستغرق ما بين ثلاثة إلى أربعة أعوام، ويؤهل هذا التدريب المعروف باسم “ذي نولدج” (المعرفة) سائقي التاكسي بالتنقل “بعينين مغمضتين” في مختلف شوارع وأزقة لندن.
والمفارقة أنه في حين ينجح سائقو سيارات الأجرة بشكل أفضل بكثير من سائقي الحافلات في الاختبارات المتعلقة بمعرفة لندن، إلا أنهم يحرزون نتائج أضعف في تذكر معلومات مرئية مكانية جديدة”، وفق الدراسة.
وفي المحصلة، حالما ينتهي تدريبهم، يواجه سائقو الأجرة صعوبات في حفظ طرق جديدة. حتى إن السائقين الذين يتوقفون عن العمل يبدأ الحصين لديهم بالاضمحلال ليصل إلى حجمه الأساسي.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *