منحته الأوروغواي بأوائل ديسمبر الماضي “لجوءا إنسانيا” هو و3 سوريين مثله، مع تونسي وفلسطيني، ممن كانوا معتقلين مثله طوال 13 سنة في غوانتنامو، وتم الإفراج عنهم ذلك الشهر، فسارت الأمور طبيعية مع الجميع، إلا معه هو بالذات، لأنه بدأ يطالب ببيت أكبر، وكامل الأثاث والاحتياجات أيضا، وفوقها إحضار زوجته وأولاده الثلاثة وحماته وأحد إخوته من سوريا وتركيا.

خبره ورد أمس الأحد في صحف عدة بالأوروغواي التي منحتهم اللجوء قبل نهاية ولاية رئيسها، خوسيه موخيكا، الشهير بلقب أفقر رئيس بالعالم، وطالعته “العربية.نت” في صحيفة El Observador الأوسع انتشارا، ومنها وصل صداه إلى مواقع إخبارية بالعشرات، استغربت مثلها، وضعه شروطا على مركز “تجمع نقابات” عمالية أوروغوانية، معروف بأحرف PIT-CNT هناك، ويمنح السكن لمن يحتاجه بطلب من الحكومة، ومن شروطه أنه لن يغادر سكنه الحالي إلا إذا منحوه واحدا أكبر مع الأثاث والتوابع.

ذكر “تجمع النقابات” لوسائل الإعلام، أن البيت الذي يقيم فيه السوري جهاد أحمد مصطفى دياب، كبير عليه حاليا، فهو من 5 غرف نوم بحي باليرمو، وكان بالأساس لإقامة الستة معا، وبما أن كلا من زملائه غادره وسكن في آخر بالعاصمة مونتيفيديو، وبما أن عقد سكنه مع “تجمع النقابات” ينتهي في آخر أغسطس الجاري، لذلك فعليه أن يغادره، لأن “التجمع” ينوي إسكان عائلة في البيت مكانه، لكنه رفض وأخبر رسمياً أنه لن يغادره إلا إلى بيت أكبر “لأنه يريد إحضار عائلته من سوريا”، كما قال.

جهاد دياب، والصحافيون أمام البيت يتابعون عناده بعدم المغادرة، طالما لا يقبلون بشروطه
جهاد دياب، والصحافيون أمام البيت يتابعون عناده بعدم المغادرة، طالما لا يقبلون بشروطه

وقال لهم: ليس ضروريا أن يكون السكن بيتا، بل تنفع شقة

وكانت حكومة الأوروغواي تعهدت بمنح الستة لجوءا حين تفرج عنهم الولايات المتحدة من غوانتنامو، ولما فعلت استقبلهم الرئيس موخيكا نفسه على المطار، ونقلتهم حكومته إلى مستشفى عسكري أمضوا فيه 3 أيام نقاهة، ومنه إلى البيت الذي تنشر “العربية.نت” صورته ضمن الموضوع، وأثناء 8 أشهر مضت تزوج 2 منهم، فيما سكن الآخرون في أحياء مجاورة بالعاصمة “إلا المشاكس الوحيد، وهو دياب”، وفق تعبير “إل أوبسرفدور” التي ذكرت أنه رفض عرضا لإسكانه بفندق حتى تأمين سكن يناسبه مع عائلته.

نقلت أيضا أن دياب، المولود قبل 44 سنة في لبنان، سبق ورفض توقيع اتفاق مع هيئة خدماتية، معروفة في أميركا اللاتينية باسم Servicio Ecuménico para la Dignidad Humana أو “سيدو” الحافظة للكرامات، ووقعه زملاؤه الخمسة، وهو يحدد طبيعة مساعدتها لهم، لكنه لم يوقع، و”حشر” السلطات الآن بالزاوية، كما يقال بالتعبير العامي، راغبا الحصول على شروط أفضل، وأهمها بيت كبير مع أثاث، له ولزوجته وأولادها الثلاثة اللاجئين معها في تركيا.

والعبارة التي قال فيها إنه ينوي “إحضار عائلته من سوريا” بطلبه الرسمي، لا تشير فقط إلى زوجته وأولاده، بل “إلى والدته وحماته وشخص رابع” قد يكون أحد إخوته “ممن ينتظرون عند الحدود السورية- التركية وصول سفير الأوروغواي ببيروت لينقلهم من هناك” وفق الصحيفة الأوروغوانية، ولهذا السبب يريد سكنا أكبر، ولأنه لا يملك ما يشتري به الأثاث، فقد اشترط أن يكون البيت بأثاث كامل مع بقية التوابع، ثم قال للهيئة إنه ليس ضروريا أن يكون السكن بيتا “بل تنفع شقة”، وفق تعبيره.

تحية من شباك البيت الذي لا يقبل بمغادرته إلا إلى ما يسع زوجته وأولاده الثلاثة ووالدته وحماته وشقيقه
تحية من شباك البيت الذي لا يقبل بمغادرته إلا إلى ما يسع زوجته وأولاده الثلاثة ووالدته وحماته وشقيقه

يريد إحضار زوجته وأولاده الثلاثة وشقيقه ووالدته وحماته

وكان جهاد دياب، البالغ طوله 190 سنتيمتراً، طلب إلحاق عائلته به لتقيم معه في الأوروغواي بعد وقت قليل من وصوله لاجئا إلى عاصمتها، طبقا لما سبق ونشرته “العربية.نت” العام الماضي من معلومات استمدتها من وسائل إعلام أوروغوانية، عنه وعن زملائه وحياتهم في مونتيفيديو، المعتبرة إحدى أجمل مدن أميركا الجنوبية.

من المعلومات أن والدته أرجنتينية، وكان له ابن رابع، هو بكر أولاده، وسقط قتيلاً في 2013 وهو يحارب قوات النظام بالشمال السوري. كما من المعلومات أنهم لاحظوه في الأوروغواي معتلا باكتئاب، ومدمنا على شراب “المتى” الذي اعتاد عليه منذ كان في سوريا سائق شاحنة للجيش، وفيها تعرض لحادث عنيف يعاني من آثاره في ظهره للآن، وهو محكوم بالإعدام في سوريا، وأكثر زملاؤه الخمسة اعتلالا بالصحة، ربما لبدئه في 2013 بإضراب عن الطعام بغوانتنامو، جعل وزنه 67 كيلوغراماً فقط.

أما بقية المعتقلين، ممن كانوا مثله بين أوائل الواصلين في بداية 2002 إلى غوانتنامو، فهم السوريون أحمد عدنان عجام (37 سنة) وعلي حسين شعبان (32) وعبدالهادي عمر فرج (39) إضافة للفلسطيني محمد عبدالله طه معطان، وهو من قرية “برقة” شمال رام الله بالضفة الغربية، حيث ولد قبل 37 سنة، إضافة إلى أكبرهم سنا: التونسي عادل بن محمد الورغي، وعمره 50 الآن.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫6 تعليقات

  1. الذنب ليس ذنب هذا الارهابي بل ذنب امريكا الذي اطلقت سراحه وذنب الاروغواي الذي لفت هذه الوجه الخايس من ذيله عدل خارج الحدود والسلام

  2. بلاش نختزل معاناة اللاجئين السوريين أو أى لاجئين أخرين فى قصة هذا الشخص ! فكل إنسان يعبر عن نفسه !
    عموماً أحس من ملامحه أنه من بلاد المغرب العربى : ليبى / تونسى / جزائرى / مغربى . ليس ملامح سورية إطلاقاً !

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *