“الحاجة أم الاختراع”.. تحت هذا الشعار لجأ مواطنون مصريون من محدودي الدخل إلى زراعة أسطح منازلهم بأنواع مختلفة من الخضراوات لمواجهة الارتفاع الكبير في أسعارها، ولتدبير نفقات حياتهم بشكل آمن لا يعرضهم لمخاطر الفقر والجوع.

فقد قام سكان أكثر من 200 منزل بحي الدرب الأحمر الشعبي في القاهرة بزراعة أسطح منازلهم بالتعاون مع مؤسسة “أغا خان مصر” الثقافية غير الربحية، وذلك بجمع الأموال مناصفة بينهما لشراء المعدات والبذور، ومن ثم القيام بعمل صناديق خشبية لوضع التربة الطينية فيها، واتباع طريقة معينة في الري باستخدام خراطيم ودلاء لري وصرف المياه الزائدة دون الإضرار بأسطح المنازل.

ونظمت المؤسسة ورش عمل مجانية لسكان الحي، سواء من الرجال والسيدات؛ لإطلاعهم على الطرق الصحيحة للزراعة والري ورعاية تلك الزراعات للوصول لمحاصيل وخضراوات يمكنهم استخدامها في الطعام، والاستفادة من بيع الباقي، وذلك في محاولة لرفع دخول تلك الأسر الفقيرة.

اكتفاء ذاتي

وقال شريف عريان مدير المؤسسة: “من المقرر خلال الفترة القليلة المقبلة تطبيق الفكرة على بقية منازل الحي للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الخضراوات، كما أن التجربة تضمنت أيضا تقسيم تلك المنازل إلى مجموعات؛ حيث تزرع كل مجموعة نوعا أو نوعين من الخضراوات”.

“وفي النهاية -تابع العريان- تتم المقايضة بين تلك المنازل، فالمنازل التي تزرع طماطم وفاصوليا يمكنها أن تقوم بالمقايضة مع المنازل التي تقوم بزراعة الباذنجان والكوسة”.

من جانبه قال عم سلطان (بائع أحذية)، أحد سكان تلك المنازل: “زوجتي أصبحت سعيدة بعد تطبيق تلك التجربة لإحساسها أنه أخيرا قد أصبح لها مشروع تهتم به هي وصديقاتها، لأن أغلبهن لا يعملن، بالإضافة إلى أن هذا المشروع لا يتطلب منهن أن يغادرن منازلهن، بل إنه مشروع على سطح المنزل، لذا فإن هذه التجربة بالنسبة لهن مفيدة من جميع النواحي”.

وشهدت أسواق الخضروات المصرية خلال الأسابيع الماضية ارتفاعا بالغا في الأسعار، الأمر الذي وصلت تداعياته إلى جلسات البرلمان والحكومة.

فوائد عديدة

وفي تعليقه على المشروع قال الدكتور أيمن فريد أبو حديد، رئيس المركز المصري للبحوث الزراعية إن “زراعة الأسطح تحقق كثيرا من الفوائد، منها تقليل كمية الملوثات الموجودة بالهواء، والحد من فرص الإصابة بالأمراض، وخصوصا أمراض الجهاز التنفسي نتيجة زيادة كمية الأكسجين النقي ونقص غاز ثاني أكسيد الكربون”.

موضحا أن زراعة المتر المربع الواحد من السطح يؤدي إلى إزالة 100 جم من الملوثات الموجودة في الهواء سنويا.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة المصرية نظمت الشهر الماضي مؤتمرا حمل اسم “المدن الخضراء” بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، تم فيه التأكيد على ضرورة زراعة أسطح المنازل بمختلف المدن المصرية، للمساهمة في حل مشكلات التلوث والسحابة السوداء، وإنتاج الخضراوات التي تفي ببعض احتياجات الأحياء والمدن لمحاربة الغلاء.

وذكر أبو حديد أن الوزارة تعكف حاليا على إعداد نموذج لزراعة الأسطح يستهدف تحويل المدن المصرية إلى مدن خضراء، والحفاظ على المباني؛ حيث وجد أن زراعة الأسطح تحمي الطبقة الخارجية للسطح من أشعة الشمس الضارة، مما يطيل من العمر الافتراضي للسطح.

كما أنه يساعد في ضبط درجات الحرارة مما يوفر في تكاليف التبريد بنسبة تصل إلى 50 % في الصيف، و25% من احتياجات التدفئة في الشتاء.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. الله يساعد الفقير … او وضع المادي وسط كيف يعيش

    يا حكومة هذا ليس حل

    العالم عن تنحرم من ابسط حقوق البشر

  2. هم يضحك و هم يبكي….والله احنا جامدين جدا و جدعان اوي…و بنتصرف و بنعمل حاجات ما تخطرش علي بال انسان عشان نعيش…و في الاخر حنعيش غصب عن أي حد

  3. نعم .. كل منزل المفروض يكون فيه حديقة صغيره … يزرع فيها زراعه طبيعية خاليه من الكيميئيات …. برافو

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *