(ما يرد في المقال هو جمع لآراء عدد من رجال الدين والمعلقين بشأن فيلم “نوح” المثير للجدل. وهي تعبّر فقط عن وجهة نظر أصحابها ولا تعكس وجهة نظر سي ان ان )

هل من الممكن لعلماني من هوليود أن يصنع فيلما دينيا يكون محل ترحيب كامل من قبل الأمريكيين بما يجعلهم قابلين للتعلم منه؟

سننتظر حتى الثامن والعشرين من مارس/آذار عندما يبدأ عرض فيلم “نوح” لنعرف الإجابة الدقيقة، ولكن في انتظار ذلك، الجواب ببساطة هو لا.

ولقد صممت الشركة المنتجة للفيلم “باراماونت” على دعوة حشود متدينين ونظمت لهم حصص عرض خاصة قبل طرجه في القاعات.

ورسميا فإنّه تم عرض بعض النسخ من الفيلم وكان قبولها “ضعيفا” وهو ما يجعلني أعتقد أنّ المشاهدين لم يكونوا راضين عن غالبية ما شاهدوا، رغم أنه ليس معروفا بدقة ما هي النسخ التي لم تعجبهم.

ونحن نعلم أنّ ردود فعل النقاد حتى الساعة، دفعت الشركة المنتجة إلى إعادة تركيب الفيلم عدة مرات، ولكن أيضا إلى اللجوء إلى رئيس منتجي البرامج الدينية ليكتب تنويها سيرافق الفيلم يعتبر فيه أنّ الفيلم مستوحى من قصة نوح وأنه بغض الطرف عن الإجازة الفنية، فإنه من المعتقد أن الفيلم يتلاءم مع روح وصدقية قصة تعدّ من الأسس التي قام عليها إيمان ملايين الأشخاص عبر مختلف أنحاء العالم.

وحتى الممثل راسل كروي الذي أدى دور نوح في الفيلم فقد لجأ إلى تويتر ليقول “الأب المقدس العزيز، أنا آسف لتسببي في هذا الجدل في مواقع التواصل، ولكنني متأكد أنّ الفيلم سيفتنك.”

وهذا هو مربط الفرس: أن تكون مفتونا بالفيلم.

أما المخرج، دارين أرونوفسكي، والذي يقدم نفسه على أنه ملحد، والذي أخرج فيلم “البجعة السوداء” فهو أكثر اهتماما وجدية عندما يتعلق الأمر بجعل الفيلم مثيرا للإعجاب وأن يفتتن المشاهدون به.

وقال المخرج لنيويوركر إنّ “نوح” هو “آخر ما يمكن “أن يكون فيلما من الكتاب المقدس، مشيرا إلى أنّه لا يهتم بالتقويمات والأعداد التي تمنح لعروض أفلامه قبل عرضها الرسمي في القاعات حيث أنه اعتبر “أفلامي خارج التصنيفات.”

أما المجون براين غودووا، مؤلف كتاب “نوح البدائي” فقد اعتبر أن المخرج حوّل قصة نوح في الكتاب المقدس إلى قصة “عن الوثنية البيئية. وليس لأن المسيحيين غير متسامحين ولكن لأن الفيلم يتلاعب بقصتهم المقدسة.”

وأضاف أن الفيلم “لا يحكي قصة الرب الذي دمّر الأرض لأن الناس يدمرونها ولكن قصة الرب الذي يدمّر الأرض بسبب آثام الناس.”

أما مارك بارنيت، الذي أنتج فيلم “ابن الربّ” فيوافق على ذلك، قائلا “من جهة، لا يتعلق الأمر بأي كتاب. ومن جهة أخرى إنه كتاب مقدس. إنه نص مقدس قتل من أجله الملايين عن طيب خاطر وليس أي أمر يمكن أن تتلاعب به. ينبغي أن تكون مؤمنا بنص مثل هذا.”

ولهوليود تاريخ من الأفلام التي اعتمدت سيناريوهاتها على نصوص مقدسة، فهل التزم جميعها بالنص مثلما ورد؟ والجواب هو لا، ولم يعجب الأمر عددا من رجال الدين.

وقال الحاخام ستيفن ويل، نائب الرئيس التنفيذي للاتحاد الأرثودوكسي “إن أجندا هوليود هي أن تبيع أفلاما وتجعلها جديرة بالإعجاب وليس بالضرورة أن تقنع بحقائق تاريخية أو بدقتها أو بقيم ثيولوجية.”

أما مخرج فيلم “الوصايا العشر” سيسيل ديميل فقد اعتبر من جهته أنّه ليس للفيلم أي قيمة دينية.

ولكن السؤال أنه، استنادا لاستطلاعات رأي فإنّ 56 بالمائة ممن أعمارهم بين 20 و30 سنة، في الولايات المتحدة، لا يؤمنون بوجود الله، فلماذا لا يتم تشجيع هؤلاء على الذهاب لمشاهدة فيلم يرفه عنهم بقصص مستوحاة من الكتاب المقدس؟

أما رجل الدين رضا أصلان، الذي ألف كتابا سيتحول إلى فيلم تحت عنوان “يسوع الناصري” فيرى أنّ فيلم “ابن الرب” هو فيلم من مسيحي إلى مسيحيين ولذلك غير المسيحيين لن يذهبوا لمشاهدة الفيلم لأنه فيلم رهيب.

أما بشأن “نوح” فيقول أصلان إنه مصمم على مشاهدته وأنه لا يهمه أن يأخذ المخرج كل حريته في تصوير نوح، قائلا إنّ قصة نوح لا تتجاوز أربع آيات وهو ما يعني أنك لن تتجاوز 10 دقائق في رواية القصة الدينية، أما إذا أردت إخراج فيلم كامل عنها فليس لديك أي خيار سوى أن تطيلها.

أما ألان كوبر، وهو رجل دين، فيقول إن الأهم عندما يتعلق الأمر بالفن سواء الرسم أو إخراج فيلم هو إثارة النقاش حول مسائل يطرحها الكاتب من دون أن يجد لها حلولا. أما القس روي جونستون فيقول “صدقا فإنّني أعتقد، للأسف، أنّ الكثير من المسيحيين معروفون بما هم ضدّه وليس بما هم معه. ولذلك فإنني أعتقد أنني سأشاهد الفيلم. أنما بانتظاره لأنه على الأقل يثير النقاشات.”

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. بعيدا عن الفتاوي الي تحرم مشاهدة الفيلم عن كونه يجسد نبي الله نوح عليه السلام من طرف غير مسلم وقد يتخلله أكاذيب لا تتفق مع دينا الاسلامي
    الا اني مصرة اتفرج عليه مش من باب التسليم بمحتوى الفيلم وتصديق مافيه بس من باب النقد والمقارنة و الاطلاع على رؤية الغير المسلم للنبي نوح عليه السلام فلو كان المسلم راسخ على دينه مش حيغير الفيلم في عقيدته.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *