على الرغم من تراجع الأوضاع الثقافية في مصر في الفترة الأخيرة، إلا أن الشغف دفع البعض للمغامرة بأفكار وطموحات من أجل حماية الثقافة ونقلها إلى الجميع. فتجلت الفكرة بمعرض “من حارة لحارة شايل حضارة”، أما الموعد فأسبوعي يقام كل يوم الجمعة في ميدان طلعت حرب في القاهرة. أسسته مجموعة من الكاتبات المصريات، بعد أن تحولت الكتب في مصر طعاماً للفئران في مخازن الهيئة العامة للكتاب. هناك التقت “العربية.نت” الكاتبة سعاد سليمان، التي شرحت الفكرة وكيفية تنفيذها في الوقت الحالي.
حال لا يرثى له

البداية كما أوضحتها سليمان، كانت عند ذهابها إلى مخازن الهيئة العامة للكتاب من أجل الحصول على نسخ من روايتها “غير المباح”. إلا أن المفاجأة كانت حين رأت كميات مهولة من الكتب في المخزن تنهشها الفئران. لعل هذا المنظر وحده كان كفيلاً بإيلامها لأيام، والغريب أن موظفي الهيئة العامة للكتاب استقبلوا ذلك وكأنه أمر طبيعي.

هذا الموقف دفع سعاد إلى التفكير في كيفية تغيير الوضع، وبالفعل أشارت إلى أنها قدمت مشروعا ثقافياً إلى وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، يحتوي على كم كبير من الأفكار من بينها فتح المتاحف في أحد أيام الأسبوع للمصريين دون مقابل، وفكرة أخرى حول اقامة هيئات الكتاب معرض أسبوعي لتبادل الكتب، وكذلك اقتراح تنظيف وتجميل الشوارع، ولكن المشروع قوبل بالتجاهل التام.
ثورة ثقافية ضد التضليل

وأوضحت سعاد أنه عقب نجاح الثورة المصرية، ظهرت أنواع مختلفة من الثقافات والفنون لم تكن موجوده من قبل، ما جعلها تشعر أن الشعب المصري لا يزال محتفظاً بروحه الثقافية، ما دفعها مع عدد من زميلاتها الكاتبات أمثال رباب كساب ووسيمة الخطيب ورشا عزمي إلى الشروع في تنفيذ معرض “من حارة لحارة شايل حضارة”، وهدفه تنمية الثقافة حتى لا نسمح للبعض أن يحكم المصريين باسم الدين ويضللهم. من جهة أخرى، أكدت سعاد أن الكرسي يغير وزارء الثقافة عامة، فعلى الرغم من معرفتها بهم، إلا أن واحدا منهم في الفترة الأخيرة لم يظهر أي اهتمام أو دعم لما تقوم به.
تفاعل مجتمعي وموسيقي

وأشارت إلى وجود تفاعل كبير من قبل الجميع، بدءاً بعسكري المرور في ميدان طلعت حرب الذي ذهبت إليه في البداية، وطلبت أن يقام المعرض تحت التمثال، ليفاجئها بموافقته الفورية، وقيامه بشراء كتاب، مروراً بالكتاب والمارة. فقد عمد عدد من الكتاب إلى التبرع من مكتبته الخاصة بكتب للمعرض. كما قرر نجلها وزملاؤه الذين يعزفون الموسيقى في مترو الأنفاق للركاب دون مقابل، أن يتوجهوا إلى المعرض من أجل العزف على مدار اليوم دون مقابل، هذا بالإضافة إلى تفاعل المارة معهم.
أمنيات مستقبلية

أما عن استمرارية المشروع، فقد أكدت سعاد أنهم بالفعل يسعون إلى استمراره لأطول فترة ممكنة، وأن لديهم حلم أن يكون المعرض في كل حارة من حواري مصر، غير أن معوقات عديدة تمنعهم من تنفيذ ذلك في الوقت الحالي، أبرزها الأمن. لكنها كدت في المقابل أنها تبحث حالياً عن أماكن مختلفة في مصر من أجل تنفيذ المعرض.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. كميات مهولة من الكتب في المخزن تنهشها الفئران
    والغريب أن موظفي الهيئة العامة للكتاب استقبلوا ذلك وكأنه أمر طبيعي
    ———————————————————————————
    عندنا عادى , مش موظفين حكومة ها يقوا لك واحنا مالنا
    حتى لو الفيرن اكلتهم هما شخصياً

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *