(CNN) — بعد يوم من الصيام المرفق بالعمل أو ربما الانهماك في المطبخ تحضيراً لأطباق متنوعة من أجل تزيين مائدة الإفطار، يختار المغاربة كباقي شعوب البلدان العربية الترويح عن النفس واستغلال الوقت الفاصل بين أول وآخر وجبة، للاستمتاع كل على طريقته.

ومثل غالبية المسلمين، تختار نسبة مهمة من المغاربة استغلال هذا الشهر للتواجد بالمساجد لأداء الصلاة والتراويح جماعة. وبعد الصلاة، تعمد الأسر المغربية إلى الاجتماع من أجل صلة الرحم، سواء بين الأقرباء أو الجيران أو الأصدقاء، بهدف الاستفادة من الأجواء الرمضانية الخاصة عن طريق سهرات تمتد إلى حدود وقت السحور، تتخللها موائد  بأكلات رمضانية خاصة، تتنوع بين الحلو والمالح لإرضاء كل الأذواق، خاصة منها شوربة “الحريرة”، وأكلة “الزميطة”، وتترأس المائدة صينية الشاي المغربي الذي يفوح منه عطر نبتة النعناع.

ويختار العديد من المغاربة أن يكون التلفاز مؤنسا رئيسيا لهم خلال هذه السهرات، وهو ما توضحه أرقام مؤسسة “ماروكمتري” الخاصة بقياس نسب المشاهدة، حيث أوضحت أن رمضان الماضي كان موعدا لتنافس القنوات الوطنية فيما بينها لجلب المشاهدين، كما أنها كانت في تنافس حاد مع القنوات الأجنبية العربية، وهو ما توضحه نسبة الإقبال  اليومي للمغاربة على جميع القنوات المغربية.

ومن أكثر الأماكن التي يهوى المغاربة ارتيادها خلال فترات المساء في شهر الصيام، الحدائق العمومية والساحات وملاهي الأطفال، التي تشهد إقبالا غفيرا عليها من كل المدن، ما يتسبب في ازدحام يميز الأجواء فيها عن باقي أيام وأشهر السنة، إذ يستفيد باعة الحمص والذرة وحلوى “الصوف” الملون، من إقبال الكبار والصغار على منتوجاتهم.

المعارض والأسواق والمراكز التجارية، تكون ملجأ فئة عريضة، بالنظر لكون هذا الشهر يفتح شهية النساء خاصة للتبضع، فكل السلع تصبح مرغوبة، سواء تعلق الأمر بالمواد الغذائية أوالأواني أو الملابس التقليدية،  التي تستدعي من أصحاب المحلات التواجد المستمر بها وعدم الإقفال حتى ساعات متأخر من الليل.

وفي جنوب المملكة، اشتهر الصحراويون بعادات مغايرة، ترتكز في أغلبها على ممارسة ألعاب تقليدية خلال سهرة ما بعد الإفطار الرمضاني، أشهرها لعبة “السيك”، وهي لعبة تحتاج فريقين من أجل ممارستها، يهدف كل منهما إلى إقصاء مجمل أعضاء الفريق الآخر. وبالإضافة إلى ذلك، هناك لعبة “كرور” الخاصة بالنساء، و”ظامة” و”ضومينو” و”مرياس،” وغيرها من الألعاب التي تناقلتها الأجيال الصحراوية.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. انا مع صنف التسوق و التبضع بعد صلاة التراويح لا تلفزيون و لا اجتماعات للثرثرة

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *