يبدو أن الأخطاء الطبية وتداول أخبارها في المملكة أصبح شيئاً اعتيادياً، فلا يكاد أن يخمد خطأ إلا وأن يسارعه خطأ آخر تبدأ به مستشفى تلو الأخرى، إذ هي كفيلة لإظهار خفايا التقصير الذي تعانيه معظم مستشفيات المدن النائية.

فبعد قضية الطفلة رهام الحكمي التي شغلت الرأي العام لفترة طويلة، ذلك الخطأ الطبي الفادح الذي لا يغتفر، فما لبثت وسائل الإعلام بالسكوت عنها إلا وظهر خطأ طبي آخر كانت بطلته مستشفى أبو عريش العام، التي راحت ضحيته العروس الشابة أثناء فترة حملها. سيدتي نت اتصلت بزوج العروس التي فقدت حياتها ليروي لنا تفاصيل القصة.hospitall

“العروس الشابة والجنين المشوّه”
الزوج سلطان مشرقي حكمي جار الطفلة رهام الحكمي، التي كانت ضحية هي الأخرى، فقد زوجته الشابة الحامل في الشهر السابع، حكى عن الأمر قائلاً: منذ فترة حملها اشتكت الزوجة بفقدان إحساسها بالجنين، الأمر الذي استدعى زيارة الطبيب، إذ من المفترض أن تتم الزيارة في الموعد المحدد بيوم 27 من شهر ربيع الآخر، وفي العيادات الخارجية توضّح من الفحوصات بأن الجنين مشوّه ومتوفى، وسمحت العيادات الخارجية بخروج الزوجة رغم حالتها حتى قدوم الموعد المحدد لها من قبل المستشفى، ومنذ ذلك الحين حتى قدوم الموعد المحدد، طُلب مني إحضار أكياس دم، فما لبثت حتى أحضرت أشخاص متبرعين من أسهموا معي بإحضار الدم، وبعد التحاليل والصور الشعاعية، صُدمت عندما أخبرني الطبيب المعالج بأنه لا يوجد سرير حالياً، فانتظرت للساعة الثانية بعد ظهر حتى تم تخصيص سرير لزوجتي، وجرى عمل فحوصات إضافية وتبيّن باحتمالية ولادة الطفل بحالة مشوهة، ولبثت زوجتي على هذا الحال لمدة أسبوع، ونوّه الطبيب بلزوم إجراء عملية قيصرية، وتم توقيع الأوراق اللازمة من أجل عملية قيصرية مع إعطائها 4 تحاميل للطلق، إلا أنني استغربت بإعطائها 22 طلقة خلال سبعة أيام، ولا أعلم إن كان ذلك طبيعياً أم لا!

ورغم ذلك لم تتم العملية القيصرية، ففوجئت بإدخالها إلى غرفة العمليات من أجل عملية قسطرة “فتح رحم” من دون علم مني أو إذن، وحتى الزيارة كانت في قسم الولادة ممنوعة ولم أتمكن من الدخول إلى ذلك القسم، فكان الهاتف النقال هو وسيلة الاتصال بيني وبين زوجتي، وجاء أمر الله حيث أبلغتني المستشفى باستلام الجثة”.i1

أسباب الوفاة غير مقنعة
وأوضح الناطق الرسمي لصحة منطقة جازان محمد الصميلي “لسيدتي نت” أن المريضة تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً حامل في الشهر السادس حضرت إلى مستشفى أبو عريش العام، وهي تعاني من أعراض وعلامات جنين متوفى داخل الرحم وقد تم عمل أشعة تلفزيونية كانت نتائجها وجود جنين متوفى بالإضافة إلى وجود عيوب خلقية متعددة بالجنين، وعليه تم تنويم المريضة وعمل التحاليل المطلوبة وتم إعطاء المريضة تحاميل لتحفيز الطلق الصناعي إلا أن المريضة لم تستجب للتحاميل، وتم إيقافها بتاريخ 17/5/1434، وفي اليوم التالي وبتاريخ 18/5/1434 تم البدء بمحلول البروستاجلاندين خارج الكيس الأمينوسي.

واستجابت المريضة لهذا النوع من محفزات الطلق الصناعي وتوسع الرحم بشكل جيد، وعند الساعة السابعة مساءً ولدت المريضة طفلا متوفياً بعيوب خلقية متعددة، وبعد عملية الولادة بفترة بسيطة حدث للمريضة هبوط حاد بالدورة القلبية الرئوية مع ازرقاق بالجسم وخروج سوائل ممزوجة بالدم من الفم والأنف، وتم البدء بعملية الإنعاش القلبي الرئوي بحضور أعضاء الفريق المعني بعملية الإنعاش إلا أن المريضة لم تستجب وتم إعلان الوفاة الساعة الثامنة وعشر دقائق مساءً، ونظراً لعدم قناعة أقارب المريضة بأسباب الوفاة فقد شخصت لجنة من استشاريي النساء والولادة إلى مستشفى أبو عريش العام، وتم معاينة الحالة بعد وفاتها وعمل أشعة تلفزيونية للبطن أوضحت عدم وجود نزيف داخل البطن وكذلك عدم وجود أي علامات إكلينيكية أو إشعاعية على انفجار الرحم، كذلك قامت اللجنة بأخذ إفادة جميع من تعامل مع الحالة في ذلك الوقت، وعليه فإن سبب الوفاة الفجائية هو حدوث جلطة رئوية حادة والذي يعد من أخطر المضاعفات التي قد تحدث للمرضى لاسيما الحوامل وقد يودي إلى التوقف المفاجئ للدورة القلبية الرئوية، مع تأكيدنا أن المطالبة والبت في قضايا الحق الخاص هو من اختصاص اللجنة الصحية الشرعية وذلك تماشياً مع نظام مزاولة المهن الصحية.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *