العربية.نت- قد تصبح سويسرا قريباً أول دولة في العالم توزِّع مبلغاً معيناً ثابتاً من المال كراتب شهري لكل شخص يقيم على أرضها، ناهيكَ عمَّا يكسب، لتضمن بذلك ألا يقترب في البلاد أي شخص مِن خط الفقر، وإقصاء السكان إلى أبعد مسافة عن هذا الخط.

هذه العقيدة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية كان أول مَن ابتكرها، وطبَّقها في مجمل التاريخ الإنساني على الإطلاق هو الخليفة الراشد أبو بكر الصديق (رضي الله عنه)، ففي عام 10 هـ، أي قبل 1425 عاماً من اليوم، وضع الخليفة أبو بكر معياراً لحد أدنى مضمون من الدخل وذلك بمنحه كل رجل، وامرأة، وطفل، 10 دراهم في السنة، بحسب صحيفة الاقتصادية السعودية.

الخلفاء الراشدون الثلاثة، عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والصحابة والتابعون (رضي الله عنهم) مضوا جميعاً على سيرة سلفهم، ومضى معيار الصدِّيق بمنح الدراهم العشرة سنوياً عقوداً طويلة من السنين، حتى تمت زيادتها خلال الدولة الأموية إلى 20 درهما سنوياً.

وبقيَّ نظام “أبو بكر” في توزيع دخل ثابت للناس قائماً حتى ألغيَّ في عهد الخلفية الأموي، عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عام 82 هجرية (717 ميلادية) عندما لم تتمكن إدارة الدولة الأموية التي عُرِفت بتقدمها ورقيها من العثور على من هو في حاجة للزكاة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وباقي أمصار الدولة.

الأسبوع الماضي، وقفت أمام مقر الحكومة السويسرية في العاصمة بيرن شاحنة حملت عشرات الصناديق ضمَّت ما مجموعه 126 ألف توقيع تُدعِّم مبادرة شعبية تسعى إلى وضع دخل أساسي غير مشروط لجميع مَن يقطن في البلاد. مِن بين الموقعين على المبادرة، أوزفالد سيك، الوزير السابق في الحكومة السويسرية.

وحسب الدستور السويسري، يحق لأي مواطن التقدم بمبادرة شعبية يتم طرحها للتصويت العام لإقرار قانون جديد أو تعديل قانون قائم، بشرط أن يجمع 100 ألف توقيع تؤيِّد مبادرته. ولن تأخذ المبادرة قوة القانون إلا إذا نالت موافقة أكثر مِن نصف المصوتين في البلاد وأكثر مِن نصف عدد المقاطعات السويسرية الـ 26.

ولا تهدف المبادرة إلى وضع حد أدنى للأجور، بل هي تضع معايير أعلى لدخول الناس، عاملين وغير عاملين، وذلك بمنح 2500 فرنك سويسري (2800 دولار) شهريا لكل مواطن، ولكل مقيم في البلاد بصورة مشروعة، سواء كان يعمل أم لا، فقيراً أم غنيَّاً، بصحة جيدة أو مريضا، يعيش وحده أو مع أسرته، ومنح 625 فرنكا (694 دولاراً) في الشهر لأقرانهم مِمَن هم دون 18 عاماً.

وتضمن المبادرة دخلا سنوياً عالياً للأفراد، حيث إن أسرة تتكون من شخصين بالغين وطفلين، على سبيل المثال، ستتلقى 75 ألف فرنك (83,3 ألف دولار) سنوياً مِن دون قيد أو شرط، هذا بخلاف ما يحصل عليه البالغان في الأسرة من عملهما الأصلي. والمبلغ الإضافي كاف في حد ذاته للعيش بتواضع دون الاضطرار إلى العمل.
المبادرة تقلب النظام الاجتماعي السويسري رأساً على عقب، فبدلاً مِن الشبكة الاجتماعية التقليدية الواسعة في البلاد، كصندوق مدفوعات العاطلين عن العمل، وصندوق المعوقين، وصندوق المتقاعدين، ومكاتب المعونات الاجتماعية، وصناديق قروض الإسكان، وغيرها، ستدفع الحكومة لكل شخص راتبا ثابتا سيؤهله للعيش به فوق ما يحصل عليه من عمله، ولن يحتاج بعد ذلك للتوجه إلى الصناديق الاجتماعية في حالة عطله أو إصابته بعائق يمنعه عن العمل جزئياً أو كلياً.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫8 تعليقات

  1. سويسرا بلد الحق والقانون ناسها مهدبة يشتغلون بجدية أنقى دولة في العالم وعقولهم أيضاً البارح كنت مع صديقتي وهي طبيبة سويسرية دخلت الى الاسلام كان اول سفر لها الى مصر وبعد مرجعت أسلمت جميلة جداً وأبوها وأمها رحبوا بيها لأنهم هم أيضاً أطباء ناس متفاهمة ولا يحبون العنف مسالمين …..

    1. هيا حتى نتيا آ سلوى تتخلصي 2800 دولار في الشهر؟؟؟
      ايوا شفتي…خليك مع أخبار سويسرا -رائدة حقوق الإنسان- و بلا ما تعمري راسك بأخبار أصحاب dépression راهم مـا غادي يوصلوا ل سويسرا و لو يفوت 1000 عام 🙂
      جعل الله سويسرا دخراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا لكل الأمم.. !!

  2. نفس الشي عنا بسورية وباقي البلدان العربية .. مافي حدا احسن من حدا ولووو ههههه…. واستغرابي انو الدول العربية لشو قامت بالثورات العربية ونحن سابقين هيك دول من حضارة وانسانيه وتعامل هههه …. اخخخخخ بالحلم انو نصير مثلون … عل اقل بعدم تميزون وتفريقهم …

  3. النرويج تطبق هذا القانون منذ سنة 1960 —- اي ان من حق المواطن سقف يعيش تحته ومساعدة مالية وخدمة طبية شبه مجانية وبقية الحقوق الانسانية — والمبلغ تقريبا للشخص الواحد اكثر من الفي دولار شهريا

  4. رضي الله عن الصحابه اجمعين يا ريتنا عايشين بزماننم
    اما سويسرا فاكيد عايشه بقارة تانيه او بكوكب تاني وما بتعرف شي عن العالم الآخر الي هو احنا
    رافضك يا زماني يا اواني يا مكاني انا عايز اعيش بسويسرا احلالي هههههو الله يرحمك يا عم حجار

  5. اين نحن الان من زمن الخلفاء الراشدين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم اجمعين !!!! الان الامراء المسلمين ينفقون اموالهم للقاء مغنيات رخيصات !!! بينما مسلمون في اصقاع اخرى من الارض يتضورون جوعا حتى ا لموت !!!!

  6. نطام العطاء في الدولة الاسلامية ليس له مثيل وبلغ اعلى رقيه في عهد الامام علي عليه السلام الذي لم يكتفي بمنح العطاء لكل مسلم بل وسعه ليشمل حتى المواطنين من اهل الكتاب في حادثة معروفة عندما وجد كتابي يسال الناس فسأل ماهذا ؟ فقيل له كتابي فغضب وقال استعملتموه حتى عجز فتركتموه يتكفى الناس ؟ اصرفوا له من بيت مال المسلمين فكان اول من وضع نظام التكافل الشامل دون تميز .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *