بيروت (رويترز) – وجه الامين العام لحزب الله حسن نصر الله انتقادات حادة للمحكمة الدولية ولجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري لرفضها التحقيق مع “الشهود الزور” ودعا يوم الاحد الى تشكيل لجنة تحقيق لبنانية لاستجوابهم.

وفي أحدث هجوم على التحقيق الذي تجريه الامم المتحدة وسط توقعات بأن يوجه القرار الظني للمحكمة اصابع الاتهام الى عناصر من حزب الله في اغتيال الحريري قال نصر الله اليوم ان المحققين لم يسعوا الى معرفة لماذا غير الشهود من شهاداتهم.

وكان ثلاثة من الشهود غيروا افاداتهم بعد ان كانوا اشاروا الى تورط سوريا في اغتيال الحريري لكنهم عادوا وتراجعوا عن افاداتهم فيما ظل الرابع ويدعى محمد زهير الصديق يعطي الافادات المتناقضة.

وقال نصر الله للمدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بيلمار ” تفضل يا مدعي عام احضر شهود الزور وحاكمهم وحاسبهم لانهم ضللوا التحقيق.” وأكد انه لا يوجد نقاش في البلد بان اولئك كانوا شهود زور.

واضاف “تفضل.. استدع شهود الزور.. لا يريد.. قال ان ذلك ليس من اختصاص المحكمة.. ليس من اختصاص التحقيق. أليس من اختصاص التحقيق معرفة الحقيقة. أليس من اختصاص التحقيق ان يرى من الذي ضلل التحقيق. أليس من طرق معرفة الحقيقة ان نبحث عمن ركب شهود الزور لنعرف هل له صلة بالقتلة أو لا..”

ومضى يقول “احضروا الذين فبركوا الشهود الزور ليضللوا التحقيق لنعرف فقط لماذا فعلوا ذلك.. لماذا ضيعوا التحقيق اربع سنوات.. من هم اولئك …هل اتى هؤلاء من السماء او هناك من صنعهم.. من صنعهم فلنذهب لنحقق معه ونسأله باي خلفية صنعهم.. قد يظهر معنا شيء.. الا يساعد هذا في معرفة الحقيقة افعلوا ذلك.. لماذا لا تفعلون ذلك..”

وشكك نصر الله بقوة في سلوك المحكمة الدولية ونزاهتها ومن قبلها لجنة التحقيق الدولية واكد ان ما ينشره الاعلام الاسرائيلي حول سيناريو القرار الظني ياتي من المحكمة الدولية ومن داخل مكتب دانيال بيلمار.

ودعا نصر الله في احتفال عبر شاشة عملاقة في الضاحية الجنوبية لبيروت لتشكيل لجنة لبنانية قائلا “تعالوا وشكلوا لجنة لبنانية.. اما لجنة برلمانية اما لجنة قضائية اما لجنة وزارية اما لجنة امنية اما لجنة مختلطة.. تحضر الشهود وتجلس معهم وتسألهم انتم من الذي قال لكم.. من ارشدكم من علمكم من فبرككم من كان الذي يرسلوكم الى التحقيق وعندما ترجعوا يسمع منكم ما الذي حدث ويزودكم بالمعلومات الجديدة التي يجب ان تقولوها..”

وهذه هي المرة الثالثة التي ينتقد فيها نصر الله لجنة التحقيق الدولية خلال عشرة ايام وكانت تعليقاته قد اثارت ردود فعل غاضبة من مسؤولين سياسيين تابعين لسعد الحريري الذي يقود حكومة وحدة وطنية تضم وزراء من حزب الله. ومن شأن أي اتهام من أعضاء حزب الله ان يضع مزيدا من الضغوط على الائتلاف الحكومي الهش.

وتسبب اغتيال الحريري في دخول لبنان في اسوأ أزمة منذ الحرب الاهلية في الفترة من 1975 الى 1990. وبدأت المحكمة عملها رسميا اول مارس اذار عام 2009 بعد اربع سنوات من مقتل الحريري. ولم تحدد المحكمة موعدا لبدء توجيه الاتهام أو اعلان النتائج.

وأشارت تقارير اعلامية الى أن المحكمة ستصدر أول لائحة اتهام في الاشهر القليلة المقبلة واشار البعض الى انها ستشير باصبع الاتهام الى اعضاء في حزب الله.

وقال نصر الله “نحن جهة يركب لنا تهمة وليس (اتهام) ثلاثة افراد من الحزب” مؤكدا ان القرار الظني الاول المتوقع ان يصدر في الاشهر القليلة المقبلة سيتهم “ثلاثة من حزب الله والقرار الثاني (سيتهم) خمسة والقرار الثالث 20 والرابع 50 .”

اضاف “نحن مع كل اللبنانيين نريد اقامة العدالة ولكن نحن ايضا لن نسمح بتشويه مقاومة هي اغلى ما عندنا.”

من ليلى بسام

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫106 تعليقات

  1. يا عمي نحن على ضلال او لا هيدا شي بينا وبين ربنا شو انت بدك تحاسبنا؟انتو لو في عندكم ثقة بالله كنت عرفتو واتنعتو ان هو يحاسب بس لانو انتو جهلاء وبتعرفو الدين من خلال شيوخكم بس بتسمعو شو هني بيقولو مش الله,على كل حال نصيحة بدل ما تفجرو حالكم بي هل مساجد وتئتلو هل ابرياء روحو فجرو حالكم بشي نهر في سمك على القليلة امرائكم بياكلو سمك وبينبسطو منكم اكتر يعني بكون فيكن فايدة اكتر,يعني بتريحو وبترتاحو

  2. الوعي السياسي ودوره في توحيد وجهات النظر!!
    اغلب التعليقات على الموضوع ،تنم عن عدم الوعي السياسي، وهذا ناتج عن الغزو الفكري، الذي اقنع الكثيرين من ابناء الامة بمفاهيم مناقضة لمعنى السياسة، وما يلحق بها كالعمل السياسي والوعي السياسي ،ولن يستطيع المسلم الحكم بشكل صحيح او قريب من الصحة ،ما لم يكن لديه الوعي الكافي على الفرق بين السياسة حسب فهم الاسلام ،والسياسة حسب ما يريد الغرب ان يقنعنا به، من خلال قاموسه الواشنطي، الموضوع خصيصا لهذه الغاية… ولو كان للمسلمين طريقة موحدة للفهم السياسي لما تعددت وتشعبت الاراء بل حتى تناقضت ،فدعونا نحاول جميعا ان نفهم ما هي السياسة ،وماهو الوعي السياسي حسب الاسلام، لنتمكن من توحيد الرؤى تجاه ما يحصل من احداث!!

  3. الاصل في الحكم على نصرالله او ابن لادن او اردوغان او نجاد، او اي زعيم عربي اومسلم ان يكون بناء على ميزان الاسلام،لا بناء على الامزجة الشخصية والافكار المناقضة للاسلام ، كما لايجوز ان يقدس اي شخص او زعيم ،لان القداسة لله ولرسوله المعصوم من الخطأ….
    والحكمة تقول” احبب حببيك هونا ما عسى ان يكون- بعد كشف حقيقته- عدوك يوما ما”…. والاصل ان لافرق بين سني او شيعي الا بالتقوى اي الالتزام باوامر الله ونواهيه!!

  4. التعصب لعالم او زعيم حرام شرعا:
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: (( يوشك أن تنـزل عليكم حجارة من السماء، أقول : قال الله، وتقولون : قال أبو بكر وعمر ))
    فإذا كان هذا التحذير والوعيد في اتباع أفضل الناس بعد الأنبياء من غير دليل، فكيف باتباع غيرهم…فلا يجوز الغلو في التقليد حتى يتعصب لآراء الرجال وإن خالفت الدليل .لان ا مذموم، وقد يؤول للكفر والعياذ بالله .
    والقول نفسه يقال للذي يرفض أقوال العلماء جملة، ولا يستفيد منها، وإن كانت موافقة للكتاب والسنة .
    فالأول مُفْرِط وهذا مُفَرِّط .فأقوال العلماء فيها خير، لا سيما فقه السلف، فقه الصحابة والتابعين،والأئمة الأربعة، والفقهاء الذين شهدت لهم الأمة بالفقه في الدين؛ يستفاد من أقوالهم وينتفع بها، لكن لا تؤخذ على أنها قضية مُسَلَّمَة، بل إذا عرفنا أن القول مخالف للدليل فإننا مأمورون أن نأخذ الدليل .
    أما إذا كان هذا القول لا يخالف الدليل من الكتاب والسنة؛ فلا بأس أن نأخذ به ونقبله، وليس هذا من باب التعصب، وإنما من باب الانتفاع بفقه السلف الصالح، والاستفادة منه والاستضاءة به، فهو السبيل إلى معرفة معاني كتاب الله وسنة رسوله .
    والخلاصة علينا ان نأخذ من أقوال العلماء والفقهاء ما وافق الدليل من كتاب وسنة، ونترك ما خالف الدليل، ونعتذر للعلماء في خطئهم ونعرف قدرهم ولا نتنقصّهم، قال ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد ))
    والخطأ مغفور إذا كان ممن تتوفر فيهم شروط الاجتهاد .أما الجاهل أو المبتدئ في طلب العلم؛ فهذا ليس له اجتهاد، ولا يجوز له أن يجتهد، وهو آثم باجتهاده أخطأ أو أصاب؛ لأنه فعل ما ليس له فعله .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *