مثقفون ومفكرون مصريون يحاولون تفسير الأسباب الكامنة حول تراجع المكانة القومية لـ’الشقيقة الكبرى’ في قلوب العرب.

ميدل ايست اونلاين
القاهرة ـ من محمد الحمامصي

هل يكره العرب المصريين ولماذا؟

كان هذا السؤال مصدر إزعاج حقيقي لدى جميع من تحدثت إليهم، ذلك كونه مطروحاً للنقاش في البيت والمقهى والنادي والمدرسة والجامعة والأسواق وأماكن العمل في مصر، تختلف الآراء وتتفق لكن السؤال مطروح على المستوى العام والخاص، ولا أحد يستطيع إنكار ذلك، كل ما هنالك أن عامة المصريين تطرحه في صور إساءة المعاملة للعمالة في الدول العربية، والإهانة التي تتعرض لها، ويرون في ذلك كراهية لهم كشعب وبلد من جهة، وضعف دور مصر وترديه عربياً وإقليمياً ودولياً من جهة أخرى.

أما الخاصة والتي أقصد بها النخب الفكرية والثقافية، فتنقسم إلى فئتين؛ إحداهما ترى أن مصر قلب العروبة النابض بالنسبة للعرب من الخليج للمحيط، وأنها محل حب واحترام جميع الشعوب في المنطقة بغض النظر عن توجهات حكوماتهم الرسمية، والفئة الأخرى تطرح الأمر بوصفه تقصيراً مصرياً تجاه قضايا الشعب المصري الداخلية وقضاياه العربية خارجياً.

ولا يمكن تجاهل الأمر الواقع حذراً من كشف إشكاليات وحسابات ملتبسة وعميقة رسخت لها التوجهات السياسية الرسمية للعديد من الدول العربيةegypt.

فالحماقات التي ارتكبها الجزائريون في السودان، أقل شأناً من تلك الحماقات التي تم ارتكبها أمام نقابة الصحفيين عام 2005 في الاستفتاء الدستوري لتعديل المادة 76، حتى أن النقابة أصدرت بيانا جاء فيه “مجلس نقابة الصحافيين روعته جرائم ووقائع تعرض مواطنين ومواطنات وعدد كبير من الصحافيين لاعتداءات وحشية وصلت إلى حد هتك العرض العلني لسيدات وفتيات من بينهن صحافيات كن يؤدين واجبهن المهني، وأن هؤلاء جميعاً وقعوا في أيدي عصابات مأجورة من البلطجية والمجرمين وأصحاب السوابق قاموا بضربهن وتعريتهن وملامسة أجزاء حساسة من أجسادهن بتوجيه مباشر من أعضاء قياديين في الحزب الوطني الحاكم وفي حماية وحراسة الشرطة”!

إذن الأمر يحتاج إلى مراجعات لمختلف المستويات، فأن تكون كبيرا يعني أن تكون مثلاً، وما سؤالنا “لماذا يكره العرب المصريين” إلا محاولة للفت النظر أننا ربما نحن من نصنع كراهية الآخرين لنا، وليس دعوة ـ إطلاقاً ـ للكراهية.

الغيرة الكامنة

انزعج المفكر د.مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب المصري من التساؤل عندما تحدثنا إليه مؤكداً أن كراهية العرب للمصريين أمر غير حقيقي وغير وارد على الإطلاق، والتاريخ ماضيه وحاضره ومستقبله يؤكد ذلك، وأن العرب يرون في مصر قلب العروبة وعروبتها جزء أصيل منهم، في حين أنه أشار إلى أن “العلاقات العربية بمصر ليست كما نتصورها لأن هذه العلاقات بها نوع من التنافس المحموم والغيرة الكامنة، هناك مشاكل تاريخية مع مصر، مشكلة الشقيقة الكبرى، فالعرب لديهم غصة داخلية من مصر”.

وقال د.الفقي “إن المزاج الوطني لبعض الدول يدعو إلي القلق والحيرة‏،‏ فالخشونة والعنف إلي جانب درجة عالية من الشيفونية العمياء تعكس كلها شعورا بالنقص‏،‏ وتعبر عن اختناق تاريخي وعقد شعوبية سوف تظل تطارد أصحابها إلى يوم الدين، وعندما يتعاملون مع مصر تطفو علي السطح غيرة قومية كامنة وشعور بالتضاؤل في مواجهه بلد اشتغل عبر تاريخه كله بصناعه الحضارات ونشر الضياء وتقديم العطاء لكل من لجأ إليها أو لاذ بها‏”.

‏وبسؤاله عن أن “البعض يتحدث عن الشوفونية المصرية ودورها في تعميق الخلاف؟” قال إن “مصر بالفعل صوتها عال في الإحساس بالذات ولديها شعور بالتمجيد، فمصر تريد الاستحواذ على كل شيء ولا تدرك أن الصغار شبوا عن الطوق وأن هناك آخرين في المنطقة يريدون أن يتحدثوا، فالشعلة العربية لم تعد في أيدي مصر وحدها، فالأمور تغيرت”.

التعالي والتذكير بالفضل

ويقول الكاتب والمحلل السياسي محمد الشاذلي مساعد رئيس تحرير جريدة الأهرام “ربما لا أتفق مع هذا الطرح أو علي الأقل بهذه الكيفية..وربما كان الفشل السياسي المتعاقب، للأنظمة الحاكمة بطبيعة الحال، وراء تنميط فكرة الكراهية وهي على الحدود وبين دول الجيران تبدو أكثر تجليا. فالعرب بالجملة لا يكرهون المصريين بالدرجة التي تتبادل بها شعوب مثل لبنان الكراهية مع سوريا، مع تحفظي أيضاً على فكرة الكراهية، وما بين الكويت والعراق لدرجة الابتلاع، ولكن إذا ما كان ضرورياً أن نساير الحديث الجاري حول كراهية العرب للمصريين، فإن الضرورة تنبع من أن مجرد طرح السؤال يعبر عن أزمة، وأن الأزمة مهما كانت مفتعلة أو حقيقية، فإن التفتيش فيها والبحث عن أسبابها يتخذ الأهمية نفسها”.

وأضاف “لقد عبر السؤال الآفاق بسبب مباراة كرة القدم الأخيرة بين مصر والجزائر والمعركة الإعلامية التي صاحبتها والتي لم توفر شيئا لم تطعن فيه بين البلدين، ولم يستند أحد علي التاريخ والذي كان بدوره أحد المواد المطعون في صدقيتها لدي الطرفين، فمعارك سابقة بين الدول العربية استخدمت فيها الحملات الإعلامية في عقود ماضية ولأسباب مختلفة، كان أصحابها حريصين علي عدم إقحام الشعوب، وكانت التأكيدات دائما ما تصدر علي أن خلافات الأنظمة لا ينبغي أن تؤثر في علاقات الشعوب، ولكن الأزمة الأخيرة كانت خلافات شعوب بامتياز”.

ويوضح الشاذلي: “في الأزمة الأخيرة بين مصر والجزائر تم تداول وبإفراط ملف مساعدات مصر للجزائر في ثورة التحرير، والملف المضاد في مساعدات الجزائر لمصر في حرب التحرير، كما تمت الإشارة في مصر كثيرا إلي أننا نحن أصحاب الفضل علي كل الدول العربية في التعليم والتحديث، وأصحاب الريادة في الفن والثقافة إلى آخر المن والأذى، ولم يقل أحد إن مساعدة الجزائر وغيرها كان خياراً مصرياً، ولم يكن مجانياً، وأن مصر بتلك المساعدات أخذت موقع الريادة السياسية والفنية والثقافية، وعندما فكر النظام الحاكم في مصر في خيارات أخري فقد المكان والمكانة، والأمر نفسه ينطبق على أفريقيا من دون أن يذكر أحد أن القارة تحبنا أو تكرهنا”.

وأكد “في تصوري أنه إذا كان أحد من العرب يكره المصريين فهو بسبب التعالي والتذكير بالفضل، وإذا كانت هناك مسؤولية، فإنها تقع علي الجانب المصري الذي وجد في الحياة في الماضي البعيد والقريب وأمجادهما بديلا عن تطوير نفسه”.

وأوضح “أما رد الفعل المصري على ما اعتبر كراهية فلم يكن كبيراً أو مناسباً لأنه غرق لأذنيه في سجال إعلامي رخيص كشف فيما كشف عن فشل ذريع في إدارة الأزمة، وسجل القاهرة في إدارة الأزمات في العقدين الماضيين مؤسف، بما في ذلك الأزمات الداخلية، هذا علي المستوي الحكومي، ولكن الخطير في الأزمة الأخيرة أن هذا الفشل طال القطاعات غير الحكومية، فالفضائيات الخاصة برهنت علي ترديها وتهافت لغة الحوار فيها وعدم مهنيتها وانحطاطها الأخلاقي، أما المجتمع المدني فبرهن بدوره علي غرقه في الفوضي وعدم البصيرة في المقاطعة العجيبة للنقابات الفنية ولعرض الأفلام في الجزائر والحفلات، ثم الحديث عن مقاطعة رياضية، ولا أستثني سوي اتحاد الكتاب المصري الذي حذر من كارثة وكان على قدر المسؤولية”.

وضعنا يثير الشفقة

وتساءل د.قاسم عبد قاسم أستاذ التاريخ الحديث والمترجم المعروف “لماذا يكرهوننا واقتصادنا ليس قوياً، وتأخرنا كثيراً بسبب السياسة الخاطئة، وتخلينا طواعية عن دورنا العربي وتركنا مكان القيادة لدولة بل لدول أخرى، لماذا يكرهوننا وفي كل الأزمات المحيطة بنا في العالم العربي لم نلعب دورا غير دور المتفرج (في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال) وكأن الأمر لا يعنينا؟ كل هذا لا يجلب كراهية ولكنه يمكن أن يثير العطف والشفقة وأشياء من هذا القبيل”.

وأضاف “اعتبر أن من روجوا لمقولات كراهية العرب لمصر والمصريين انحدروا إلى الدرك الأسفل من الرؤية السياسية والفكرية، وأن هذه الكراهية وهم سخيف ناتج عن قصور في النظر والعقل، مشدداً على التاريخ المشرك قديماً وحديثاً ومستقبلاً، وأنه لا يجد مبرراً تاريخياً واحداً يسمح بمثل هذا السفه من القول”.

الاعتراف المتوازن

ورأى د.عصام عبد الله أستاذ الفلسفة ومدير وحدة دراسات الحضارات المعاصرة جامعة عين شمس أنه مع دخولنا الألفية الثالثة، يتجه الفرد نحو العولمة والعالمية – في نفس اللحظة ـ الذي يميل فيه للتشبث بأصوله وهويته، بطريقة مفتعلة ومتطرفة، وهو ما يعرف اليوم بتنامي ظاهرة “الهويات الضيقة “، وانتعاش الطائفية والقبلية والعشائرية ومعظم الانتماءات ما قبل الوطنية، وأصبحنا اليوم نستشعر خطورته من المحيط إلي الخليج.

وقال د.عصام “إن تنامي هذه الهويات الضيقة يؤجج في نفس الوقت الكثير من الأحقاد والكراهية المكتومة بين الشعوب العربية التي تتشكل من أكبر فسيفساء ثقافية ودينية وأثنية، تفتقد إلي التقدير المتبادل، فضلاً عن الاعتراف المتوازن، ناهيك عن المساواة في الحقوق والواجبات، ذلك أن الروابط الأخوية الرومانسية ليست كافية في عصر يتعولم باطراد، حيث أصبحت تكتلات المصالح الاقتصادية أقوى من روابط الدم أو الدين أو اللغة، وأصبح المستقبل أهم من التاريخ والجغرافيا”.

وأضاف “ومن ناحية أخري فإن الاحباطات المتتالية لأحلام وطموحات هذه الشعوب، وغياب فضيلة التسامح عن معظم الإيديولوجيات التي بهرت مخيلتها في القرن الماضي، فضلا عن انعدام ممارسة الديموقراطية والحريات العامة لفترات طويلة، ولد نوعا من المرض النفسي ـ العقلي، شديد التعقيد، ويتمثل في المبالغة في تقدير الذات وكراهية هذه الذات، في نفس الوقت، وهو ما شاهدناه بوضوح في مباراة مصر والجزائر، علي كافة المستويات الرسمية والإعلامية والشعبية وبعض النخب أيضاً، ولذلك فإن أية محاولة لعقلنة أو تفسير ما حدث من الناحية المنطقية، قبل وأثناء وبعد المباراة، محكوم عليها بالفشل مقدماً، لأن المسألة تتعلق باللاشعور أساسا وليس الوعي الواعي”.

وأكد د.عصام أن هذا المرض النفسي القابع في منطقة اللاشعور “هو أحد أهم أسباب تخلفنا، وأكبر معوق للتنمية والتقدم والانفتاح على الآخر والمختلف في الألفية الثالثة، سواء داخل كل قطر عربي أو في المنطقة العربية ككل، وهو بحاجة إلى علاج نفسي حقيقي، واستبصار ذاتي ومكاشفة ومصارحة، فضلا عن الرغبة في العلاج والشفاء، بدلاً من ان نظل نشقي به”.

غيبة الدور المصري

ويؤكد الشاعر والكاتب الصحفي حمدي عابدين أن كره العرب للمواطنين المصريين نابعة في من تراجع دور مصر علي المستوي السياسي بعد اتفاقية السلام، والحملة التي شنت علي مصر بعد الاتفاقية المشئومة مع إسرائيل.

ويقول “لو نظرت لما استخدمه مثلا إخواننا في الجزائر من شعارات وألفاظ وحكايات وصور في حملتهم الأخيرة ضد مصر والمصريين تدرك أن هناك ظلالا سياسية للكراهية التي تم ترسيخها عبر السنوات الطويلة الماضية، وقد زاد من هذه الكراهية أو عمقها وجود مصريين ليسوا على المستوى يعملون في بعض البلاد العربية، بعضهم بسبب الهدف المادي يرتكبون الكثير من الموبقات ضد إخوانهم من المصريين أيضاً، مما يعطي صورة رديئة تتراكم بفعل الزمن لتزيد من إحساس الآخر بدناءة المصري، هذا النوع من إحساسهم بنا ولعدم وجود نمازج مصرية تعطي صورة مختلفة نظيفة وحضارية عن المصري الطيب الجميل الوفي الأمين، يترسخ لدي المواطن العربي الإحساس بنا، يجعله يتأكد من قناعاته وآرائه ضد كل ما هو مصري، كما أنه يجد طول الوقت أحداثا وتفاصيل تغذيها من هنا وهناك، في الوقت الذي لا يجد المصري علي الجانب الآخر ما يحميه من الممارسات الرديئة من صاحب العمل في بلاد غربته، بسبب غياب كامل يمكن ملاحظته ببساطة في غياب الدور المصري الرسمي في تلك البلاد والغيبوبة التي تعيشها سفاراتنا الممتدة بطول الوطن العربي شرقه وغربه”.

ويضيف عابدين “نظرة الكراهية للمصري نابعة أيضاً من روافد كثيرة أولها إحساس البعض من أبناء تلك البلاد بأن المصري جاء وبدون وجه حق ليأخذ فرصة عمل يرى صاحب هذا الشعور أنه هو الأجدر بها، كما أن المصري وحال حصوله علي هذه الفرصة يلجأ إلي ممارسات رديئة مكشوفة ضد إخوانه من المصريين تشي لصاحب العمل أنه ليس إنساناً جيداً، ويدرك أن هذا الرجل يمكن أن يفعل معه السلوكات نفسها في حال تغير الأوضاع التي تجعله بمنأي عن أفعاله في لحظة ما”.

وأوضح “المصري أيضا دائما حال اختلافه مع أحدهم في هذه الدولة العربية أو تلك، يبدأ في الحديث عن دور مصر وثقافتها وحضارتها، وهي أشياء لا يراها السامع الذي لا يقتنع إلا بممارسات ماثلة أمامه، علي المستوي الرسمي والشعبي، تدحض تلك المقولات حول دور مصر في تعليم أجيال من أبناء كثير من البلاد العربية”.

وخلص إلى ان الكراهية “لها روافد حاضرة وماثلة طول الوقت لدي المواطن العربي لمصر، ولكل ما هو مصري، دعك من الكلام السياسي الشعاراتي، فهو علي إطلاقه كلام طاولات، ينتهي بمجرد لملمة مفارشها، أو إطفاء أضواء القاعات، وقد فضح ذلك الدور السياسي الجزائري وقت أزمة مباراة كاس العالم التي فجرت الكثير من الأسئلة حول من نحن العرب، والأمة العربية، وأكاذيب الحلم الوحدوي”.

وأكد أن “هناك حالة من الهوان يواجه بها المصريون في أي بلد يذهبون إليها، هم بالدرجة الأولي السبب فيها لأنهم يقبلون العمل بسبب أحلام الثراء والعودة لتأمين مستقبل الأبناء، وفق ظروف لا يقبلونها في مصر، وانا هنا أطرح عليك سؤالا صريحا، هل تقبل هنا أستاذة جامعية أن تشرف علي تنسيق وتجميل كلية في عيد قومي لبلد ليست بلدها، تذهب لشراء البالونات والزروع بنفسها، ثم تعود وتساهم في رصها في أرجاء كلية ما، الحكاية أننا لو أردنا أن يحترمنا الناس، يجب أولا أن نحترم نحن أنفسنا أولا، أن لا نكتب دراسات ورسائل ماجستير ودكتوراه لدارسين عرب نظير مال وفير يغدقه الدارس علي تاجر دراسات متجول”.

هناك بالطبع كثيرين من المصريين لا يقبلون ذلك، لكن هناك أعداداً غير قليلة تسعى له، وتقوم به برضاء كامل، دون أن تجد غضاضة، المهم كما قال أحدهم ” الفلوس”.

وأضاف “فقر المصريين وطموحاتهم والخوف من المستقبل والحاضر المبكي الذي يحيط بهم له دور كبير في ترسيخ هذه النظرة الدونية والكراهية لنا”.

وقال “هناك فاصلات أخرى كثيرة ليست هامشية في هذه القضية، أبرزها تراجع كثير من الأشياء التي كانت ترأب صدع الصورة المصرية لدي تلك البلدان، مثل السينما المصرية، ودخولها عبر السنوات الماضية في أزمات بيع وخلافه، جعلتها تدخل في نفق مظلم لسنوات كثيرة، لم تخرج منها إلا جزئيا، وبعد أن قدمت أعمالا لا علاقة لها بالسينما المصرية، ولك في أفلام المقاولات التي اغرقتنا بفجاجتها المثل الاكثر وضوحا، وتعبيرية، كما أن الفنون المصرية الأخرى ليست بعيدة عن هذا المشهد المتردي بما في ذلك الغناء والمسرح، وغيرهما”.

وخلص إلى أن “حضارة الراقصات” تلك المقولة التي سيقت في أزمة الجزائر الأخيرة “كانت نابعة من تلك الأفلام الفاسدة التي ظهرت في مصر في السابق”.

الدعاوى المتهافتة

وقال الكاتب الروائي وأستاذ الفلسفة الإسلامية د.يوسف زيدان “لي ملاحظة أولية على السؤال على السؤال الأول الذي بنيت عليه سؤالك التالي، لأنني لا أفهم ما المقصود بنحن المكروهين ولا أفهم ما المقصود بالعرب!، الذي أفهمه هو أننا ـ أعني المكروهين ـ هو عرب: فهل المقصود بالسؤال أن العرب يكرهون أنفسهم؟ أم أنك تشير إلى بعض الأصوات الكارهة التي تأتي من بعض البلاد العربية؟

وأضاف “إن مفهوم البلاد هذا، هو مفهوم غير عربي أصلاً بل هو تحديداً، وبحسب التاريخ الحديث للمنطقة نتيجة لترتيبات دولية تمت في الردح الكونولياني الفترة الزمنية الاستعمارية فما هي إلا حدود سياسية رسمت على الورق وتم تنفيذها وما أنزل الله بها من سلطان”.

وخلص إلى أنه “لا يمكن الاستدلال بالحدود السياسية العرب! ومع ذلك بل على الرغم من ذلك فهناك بلاد عربية بالمعنى السياسي للكلمة لا نعرف شعورا بالكراهية جاء من جهتها، الإمارات، السودان، المغرب..هذه بلاد عربية ولم يصدر عن أهلها ما يمكن اعتباره كراهية للمصريين، مع ملاحظة أن المصريين أنفسهم عرب! وما علينا من هذه الدعاوى المتهافتة التي تخرج بمصر عن نطاق الثقافة العربية، فالثقافة بحسب المفهوم الأشهر لها هي مجموعة اللغة، الدين، نظام التفكير..إلخ، وهذه كلها في مصر عربية الإطار والمحتوى، ومن هنا لا أرى أي معنى لسؤالك الأول وما ترتب عليه من أسئلة”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫150 تعليق

  1. لعل التعليق على هذا الموضوع يأتي متأخرا لكن كلمة حق لا بد من قولها حتى و إن فات أوانها.
    أولا أعلق على ما كتبه MOMO و عذرا إن كتبت بالفرنسيةو سأضع الترجمة بعد قليل.
    Momo: les évènements qui ont suivi le match Algérie-Egypte au Caire ne nous donnent nullement le droit de traiter un peuple entier de “Chien” ou dire “Egyptiens de merde” ou encore le traiter de “juif”. SVP, abstenez-vous de ce genre de commentaires et ne mettez pas tout le monde dans le même sac, car ceux qui ont attaqué les Algériens, que ce soit au Caire ou à Khartoum, ne représntent pas tous les Egyptiens. Prière de choisir ses mots pour ne pas blesser ceux qui ont su appeler les choses par leurs noms durant et après le match.
    إخوتي الكرام لقد قرأت الموضوع أعلاه بتدقيق و رأيت فيه عدة اتجاهات تقبلت البعض منها و رفضت البعض الآخر.
    لقد سبق لي أن علقت على موضوعات كثيرة و عاتبني البعض على إدخال مباراة كرة القدم التي جمعت الجزائر و مصر عشوائيا في كل موضوع لا يمت بصلة مع الرياضة لدرجة أن البعض الإخوة المصريين أهانني في شرفي …المهم, أرجو فقط أن يفهم كلامي على أنني لم أشتم المصريين كشعب بل انتقدت الحكومة المصرية العميلة و كل الأنظم العربية الفاسدة التي تستغل شعوبها البسيطة لتبلغ مآربها و هذه هي الفكرة التي أردت توصيلها ليس إلا, غير أن الأخوة المصريين فهموا عكس ذلك. و ما زاد في الطين بلة هو تفنن الكثير منهم بالتذكير بدور مصر و فضلها على أخواتها عبر التاريخ و هل تمن الشقيقة عل شقيقاتها بالمن و العطاء؟ إلى جانب ذلك, ما وقع جراء تلك المباراة هو مع الأسف مخجل و محزن و كلا الطرفين في غنى عنه, فالجزائر لها مشاكلها و مصر لها مشاكلها على الصعيد الداخلى و الإقليمي و التي تعد أكثر تعقيدا من مما نعاني منه نحن, إلا أن مسؤولية هذه الأزمة الوضيعة سببها الإعلام المصري العريق الذي وقع هو الآخر فريسة للنظام لشن تلك الحرب الشرسة على شقيقتها و طعنها في أعز ما تملك أي ثورة العزة و الكرامة و شهداء الوطن. إلى جانب فناني مصر الذين كنا نعدهم رمز الوحدة العربية و سفراء مصر, فهؤلاء و ياللأسف صوروا مصر في أقبح صورة صدمت الملايين عبر المعمورة, ليس الجزائريين و حدهم. قد يكون لجريدة الشروق الجزائرية دورا في شحن الشارع الجزائري و تضخيم الموقف أمام القراء من كلا الطرفين إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة الإعلام الجزائري وليد الأمس بالإعلام المصري الذي تسبب في إقالة الحكومات و فرض الآراء و تهييج الجماهير العربية خاصة الدور الذي لعبه في قضايا المرتبطة بحركات التحرر و تقرير مصيرالشعوب. فخريطة مصر الإعلامية كانت كفيلة بإشعال الفتنة بين البلدين في وقت تشهد فيه مصر أزمات داخلية معقدة و تمر فيه غزة بأبشع مرحلة. و ذهبت مصر إلى أبعد من ذلك حين سحبت سفيرها من الجزائر مخترقة بذلك كل الأعراف الدبلوماسية و ادعى الإعلام المضلل أن سفارة مصر في الجزائر قد اعتدي عليها ولو حدث هذا لكانت سي أن أن و بي بي سي أول من ينقل الخبر. و الله لو رأيتم الطوق الأمني الذي و ضع للسفارة المصرية لقلتم “حتى سفارة أمريكا ما حرست هكذا” مما عطل حركة مرور السيارات إذ اضطررنا إلى اتخاذ طريق أطول من الطريق المعتادة.
    يجب أن تنظر مصر إلى الأمام و تكف عن البكاء على الأطلال و التذكير بالفضل على أشقائها في كل محفل و مناسبة لأن هذا يفسر كتصغير و تقزيم لأخواتها و كأنه لا محل لهن من الإعراب و أنها هي الرائدة و هي المحرك و لولاها لتوقفت الأرض عن الدوران. رجاء ألا يؤول كلامي على أنه غيرة و حسد بالعكس, كلما تحدثت عن مصر وصفتها أنها الفانوس الذي أنار العالم الإسلامي و العربي بفائض من العلم و المعرفة, مصر التي أنجبت حسن البنا, و سيد قطب و الشيخ الشعراوي, و الدكتور عمر عبد الكافي و محمد عمارة و فهمي هويدي, و الكثير من الأسماء التي لا يمر علي يوم إلا و قرأت لأحدهم و لم يقل أحد من هؤلاء العلماء لولانا لأظلمت الدنيا ففي سوريا و العراق و لبنان أسماء أثرت الحضارة الإسلامية و العربية و أضاءت العالم العربي و يستشهد بها حتى عند الغرب. أما عن أعلام المغرب العربي فأنا لن أتحدث عنهم و أترك من له حب الإطلاع أن يبحث بنفسه ليعلم ما قدم هؤلاء للحضارة الإسلامية و العربية. كل هذا لأقول أنه لا يجوز أن تتفضل مصر على غيرها, كما جاء في المقال أعلاه فقد مل الناس من هذه الأسطوانة التي لطالما سمعها الكثير منا على مر السنين. والمصريون هم السبب في تشويه صورتهم خاصة على الصعيد السياسي و الإعلامي وفي الفترة الأخيرة لذلك لم تعد مصر تحضى بمكانتها كالسابق و صورة المصريين في الجزائر تكاد تكون سيئةمع الأسف و هذا منذ السبعينات إلى يومنا هذا, والرياضة كانت كصب الزيت على النار و شتم النخبة المصرية للجزائريين إلى درجة تجريدهم من إسلامهم و عروبتهم و نعتهم بالشعب اللقيط…حتى “الهوليغنز” ما عملوها.
    إخواني, ما أردت أن أقول هو أن الشعب الجزائري لا يكره شقيقه المصري فنحن موصولين بحبل الإسلام الذي لا ينبغي علينا أن نتركه مهما بلغت الظروف ولكن ينبغي أن يتخلى المصريون عن تلك الشوفينية المفرطة التي لا تخلو منها ألفاظهم مثل “إحنا”, “عندنا”, “أم الدنيا”, “أسيادكم” وهذا ما يولد الكراهية و الأحقاد . و بصراحة لا أومن بالحلم العربي و لا بالوحدة العربية لأنها مجرد شعارات صورية زائفة خدرت الشعوب لفترة و سرعان ما بدأت تتفطن لهذه الخدعة التي عمد إليها قادتنا للوصول إلى اهدافهم و لكن هنالك روابط كامنة في القلب لا نستطيع ااتخلي عنها, هي التي تسوقنا و لا نستطيع أن نسيطر عليها. من منا لم يسمع نشيد الوطن الأكبر؟ من منا لم يذرف العبرات على صوت شاديا و عبد الحليم و صباح ووردة الجزائرية؟ مع أنني لا أومن بوحدة العرب إلا أن العروبة و القومية في قلبي و لن أتجرد منهما مهما بلغت إهانة المصريين لي و لبلدي و لأهلي بلدي. فقط كلمة أخيرة أوجهها لمن قالوا أن تعليقاتي مملة: لستم مجبرين على قراءتها و لا أتخذ “نورت” لشتم المصريين لأنه لا مصلحة لي في ذلك و أنه ثمة مصريين شرفاء أحرار يكشفون واقعهم و يصححون المفاهيم الخاطئة لغيرهم.
    وجهة نظري لا تزال ثابتة و لم أحد عنها و موقفي ناحية الحكومة المصرية العميلة و الأنظمة الفاسدة و من والاها لن يتغير.

  2. مصرية وافتخر، لى عندك رجاء من فضلك ياريت تحترمى اسم مصر الذى تحملينه، وتكفى عن الاساءة للاخرين، من فضلك.
    على فكرة انا مصرية زيك، ولا احب ان تهان مصر مرة اخرى بسبب تعليقاتك او تعليقات الغير.

  3. مااحد يكره مصر,,كل واحد اعرفة سافر هناك يرجع يمدح بالبلد واهلها وكل بلد في العالم فيها المحترم والمو محترم

    وبشكل بعيد عن هالموضوع بالذات, اكتشفت انه بعض الشعوب اذا تضاربت مصلحتها مع شعب اخر لانرى منها الا الجحود,,

  4. لما تكفوا انتوا الاول العين بالعين والسن بالسن والبادى(فى ام درمان) هو الاظلم

  5. بما انه يوجد اناس مثلك في كلا البلدين فالمشوار مازآآآآآل طويل
    ولعبة الفار والقط تبقى مستمره.(نقطه نهايه)

  6. اختى فاتيما ارجوكى ماتشمتيش فينا حد عشان مايتقالش علينا (المصريين بياكلوا فى بعض)

  7. هههههههههههههههه
    ليه انتى ناوية تتخانقى معايا ههههههههههههههههههههههه
    مصرية طالما لم يهن احد مصر خلاص ما تبدأيش بالاساءة ابدا، لان اسم مصر الذى اختارتيه للتعليق هنا اغلى وانظف من هؤلاء الجرذان الذين يتطاولون على مصر

  8. و يا ريت تحددي يا فاتي مين الجرذان بالاسامي لان انا حددت ا ل ح ق ي ر ة بالاسم وللا انتي قصدك عالكل

  9. لا طبعاً ليس الكل بالتاكيد، لكن انت عارفاهم كويس واولهم دوا الكحة اللى كان بتكلم امبارح، وشيرى فضلت انها ما تردش عليه.
    عرفتيه ولا لا؟

  10. انا بفضل يا فاتي لو تتكلمي لما يكونو موجودين لان انا هي عم احكي بوجود ح ق ي ر ة و تفتخر …وينك يا ح ق ي ر ة شو انا هون يالله طلعي من ق ذ ا ر ت ك المكبوتة انا كلي اذان صاغية عبري عن غلك

  11. انت وعبود وسلمى وكتير من المحترمين لا استطيع ان اتكلم عنهم لانكم اخوة ومحترمين، وانا كتير جدا بفوت ومابرضاش ارد علشان خاطر عيونكم. وامبارح انا اعتذرت لسمية الجزائرية لانى وجهتلها كلام مش لطيف فى احد الموضوعات، وهى تقبلت الاعتذار.

  12. خلاص يا جماعة الموضوع قديم ،يا أختي مصرية وأفتخر خلاص إنسي الماضي ،وعفى الله عما سلف
    كيفك إيمان إنشاء الله بخير

  13. يالله انا رح روح شوي فاتي …ديري بالك ع حالك بشوفك بعدين
    ح ق ي ر ة و تفتخر باي باي

  14. حفصة على سلامتك…
    انا و الله موضوعي ماشي مصر و ماشي الجزائر موضوعي هو …كشخص و ليس كشي اخر
    على كل حال انا مروح ايه ايوب عسلامة انت تاني
    يالله سلام

  15. اوك بااااااااااااااااااااى ايمى، اشوفك بالليل.
    اهلالالالالالالالالالالالالا ايوب، اخبارك ايه؟
    انا الحمد لله تمام.

  16. يا جماعه الموضوع قديم ،،شو جابكون لهون،،،،جد متل ما بيقولو عنا،،،بنحب الوقوف على الأطلال اوايا اطلال ،،،؟؟ اطلالال الشماته

  17. ههههههههههههه عندك حق الين، هى دى عادتنا ولا هانشتريها
    انشر حبى انشر ههههههههههههههههههههههههههههه

  18. انا الحمد الله والدراسه تمام والملكه تسأل عليكي هههه
    والله مها مو باينه هيا كمان

  19. ايوب كنت برا كي دخلت ما بدلتش حتى حوايجي هههههه جيت لنورت مباشرة
    و راه قريب يبدى الماتش ايوب
    معاك يا الخضرة ديري حالة…يا رب انشاء الله خير و تنصرنا اليوم

  20. سلملى على اليزابيث قوى، وقولها انا هاجيلها العام القادم، علشان تجهزلى جناح كامل فى قصر باكينجهام.

  21. عزيزتي ايمان مرحبا ،،،او مع الف سلامه ،،،انشالله بشوفك اليوم،،،
    كيفك حنوون /

  22. ايوووووووووووووووووووووووووووب اين انت؟
    اليييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين انت فين؟

  23. انتو والله ما عندكو سلفة يلعن ام مصر على ام الجزئر على كل الامه العربية لولم اكون عربينا لا ارتحت نفسنا

  24. ana djazairiya wa zouwji masri atadakhale achane hadh el mawdhoue, anan ouhib koul el’arab wa-inama lan asmah li-dhak esahyouni lichteme e’chouhada-l’abrar wa inna-‘llAha sayantakim minhou wa mine el’fananine elmachhourine el’ghier el’moutakhalikine wa-tafihine wa baedh ilamiyineem mouthakafine yasalamfine el’ielm chef rabi le’deb ouhachlou lakroun

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *